(سيلفي) الأبرز.. (منا وفينا) ابتعد عن المنافسة.. و«سبعة» متواضع ">
رصد - علي العبد الله:
كالعادة شاهدنا موسماً رمضانياً يعج بالأعمال الفنية المُختلفة الكوميدية والتراجيدية، وشاهدنا تنافساً كبيراً بين هذه الأعمال وبين الفنانين العرب وبين قنوات عربية مُتعددة.
جميع من شَارك في هذا التنافس حاول جاهداً أن يُقدم أفضل ما عنده ليكسب الأفضلية أو أعلى نسبة مُشاهدة، وبطبيعة الحال هذا حقُ مشروع للجميع على جميع المستويات الفنية، واختلف تقييم هذه الأعمال كما اختلف تقييم المُشاركين فيها ولكن بدون أدنى شك كان الأفضل دائماً هو من يفرض نفسه في هذا التنافس (الشرس) - إن جاز التعبير - بين هذه الأعمال جميعها.
سنبدأ في رصدنا باستعراض الأعمال السعودية التي ظَهرت نسبياً بشكل مُختلف ومُتميز قليلاً عن الموسم الماضي، وعلى الرغم من أن الموسم الرمضاني الفارط شَهد كمَّاً كبيراً من الأعمال السعودية التي وصل عددها إلى سبعة عشر عملاً، إلا أن هذا الكم لم ينجح بالشكل المتوقع أو المطلوب، لذا استفاد البعض من أخطاء العام الماضي وشَاهدنا هذه السنة مجموعة من الأعمال التي لم تتجاوز السبعة أعمال، كانت مُوزعة على قنوات مُهمة ولها شعبيتها وجمهورها، فشاهدنا تنافساً بين كل من الفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي في عملين مُنفصلين الأول قدم في وقت الذروة على قناة السعودية الأولى (منا وفينا)، والثاني قدم (سيلفي) في ذات التوقيت على قناة mbc، وسنبدأ باستعراض هذه الأعمال السعودية حسب أهميتها ونسبة مُشاهدتها من قبل الجمهور.
(سيلفي)
يُعدُّ مُسلسل (سيلفي) من الأعمال السعودية التي استطاعت أن تخطف الأنظار وتُحقق نسبة مُشاهدة عالية وذلك لعدة اعتبارات، أهمها على الإطلاق مُلامسته للواقع واستشعاره لمشاكل وقضايا يُعاني منها المجتمع بجميع طبقاته وشرائحه وفئاته العُمرية، علاوة على ذلك الأداء المُتميز للمُشاركين فيه وطبعاً أبرزهم الفنان ناصر القصبي الذي أثبت أنه النجم السعودي الأول بلا مُنازع، من خلال تقمصه لأكثر من شخصية مختلفة واستطاعته إقناع المُتلقي بالأفعال التراجيدية أو الكوميدية التي قام بأدائها.
(بيضة الشيطان أبرز الحلقات بالإجماع)
لم يتفق الجمهور كما اتفق على قوة وجمال وروعة حلقة (بيضة الشيطان)، التي تناولت في طرح جاد تنظيم (داعش) الإرهابي، حيث لامست جرحاً غائراً عانى منه المجتمع السعودي والعربي كثيراً وذلك بطريقة احترافية مُتقنة، استطاع من خلالها طاقم العمل تقديم رسائل بالغة الأهمية للجميع حول هذا التنظيم (المُنحرف) في كل شيء بأفكاره وأفعاله ومُعتقداته، ولا نُبالغ إذا قُلنا إن هذه الحلقة وصلت إلى أعلى درجات التراجيديا في جزئيها، وهذا يعكس الاستعداد الجيد لطاقم العمل لهذه الحلقة.
بدأت الحلقة بتمهيد مُتقن عن الأحداث والشخصيات، ثُم توالت بعد ذلك لنكتشف أن «أبو عبد الله» الأب المُسالم جداً الذي تصل طيبته إلى درجة السذاجة يبحث عن ابنه الذي انضم لتنظيم «داعش» الإرهابي.
هُنا يتضح أن عُنصر التشويق بدأ تدريجياً وبشكل تصاعدي وبطريقة حرفية عالية من كاتب النص وكذلك المخرج، والشخصية الرئيسية وهي شخصية «أبو عبد الله» التي جسدها الفنان المُتميز بأدائه (ناصر القصبي)، ثُم تتوالى المشاهد الدرامية التراجيدية ببناء درامي مُتماسك، وبأفعال درامية موزونة ومُتقنة، من قبل الممثلين المُشاركين في العمل.
(حركة الكاميرا)
بشكل عام كانت حركة الكاميرا في (سيلفي) في مُعظم الحلقات مُناسبة وذلك باستخدام زوايا تصوير جيدة، وكذلك استحداث لقطات مُبدعة، لاحظنا هذه اللقطات من قبل المخرج أوس الشرقي في عِدة حلقات، منها على سبيل المثال لا الحصر بعض المَشاهد في حلقتي (بيضة الشيطان) عند انضمام «أبو عبد الله» إلى التدريبات العسكرية في ما يُسمى بتنظيم داعش الإرهابي، وأيضاً أثناء دخول أفراد التنظيم المذكور إلى إحدى القُرى وذلك لتطهيرها من الكُفار على حد قولهم.
وأيضاً في مشهد العُقدة الأخير الذي (ينحر) فيه الابن والده في مشهدٍ مؤثر جداً، إذاً فالمخرج كان حريصاً، ويقظاً على حركة الكاميرا ودورها في تجسيد المشهد، ونقله للمتلقي بطريقة (مُبهرة) ومؤثرة في آن واحد، كما تم توظيف الموسيقى التصويرية بشكل أكثر من جيد مع الأحداث في العمل.
(الأحداث والعقدة)
صناعة الأحداث التراجيدية بطريقة مشوقة وجذابة قطعاً ليس بالأمر السهل، ولعل الكُتاب المُشاركين في كتابة حلقات (سيلفي) أتقنوا هذه المهمة، ويأتي في مُقدمتهم (خلف الحربي) الذي أثبت عُلو كعبه في صناعة الأحداث وتركيبة البناء الدرامي، وبالتالي كنتيجة لذلك كانت هُناك مجموعة من الحلقات الناجحة جداً التي لاقت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً سواء على المستوى المحلي أو الخليجي والعربي منها (بيضة الشيطان، بوكيه ورد، إقلاع اضطراري، معالي الوزير).
وبشكلٍ عام الأحداث في حلقات (سيلفي) كانت محبوكة إلى حدٍ كبير ومُقنع جداً للمُتلقي، والدليل التفاعل الكبير الذي شاهدناه من خلال ردود فعل المُتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا بطبيعة الحال يعكس مدى النضوج الموجود لدى من شارك في كتابة هذا العمل منهم د. عبد الرحمن الوابلي، ناصر العزاز.
(القصبي فنان مُتكامل)
الكوميديا تُعتبر أحد الفنون العقلية التي تستند في عناصرها على الإبداع الذهني للفنان، وهذا ما فعله ناصر القصبي من خلال تقمصه للشخصيات التي لعبها في (سيلفي) وكانت تتطلب دقة وبراعة في موهبة التمثيل وكذلك خبرة وتراكمات سابقة، لذا عندما تصدى لها الفنان ناصر القصبي تصدى لها بحرفية عالية بأداء مُتمكن أعطى فيه كُل مشهد حقه من جميع النواحي، لذلك تعاطف معه الجميع في شخصية الأب (أبو عبد الله) في حلقتي (بيضة الشيطان)، فعندما كان يقول بسخرية لجماعة التنظيم (أنا حديث عهد بالإسلام) ويكررها في مواضع مُتفرقة ويلفظها بطريقة تهكمية كوميدية، لذا يُثبت لنا ناصر مُجدداً أنه نجم متميز يستطيع قراءة الشخصية ويُقدمها بطريقة تجعلها تصل للمتلقي كما يجب، لذا انجذب المُتابع معه وتعاطف الجميع معه وانتظر نهاية الحكاية بمنتهى التشويق والإثارة.
(منا وفينا)
من الأعمال التي تم تقديمها خلال شهر رمضان الفارط مُسلسل (منا وفينا) للفنان عبد الله السدحان وشاركه فيه مجموعة من نجوم الدراما الخليجية منهم محمد العيسى، وحسن عسيري، وزهرة عرفات، وعبير أحمد وآخرون، اعتمدت فكرة العمل على تقديم موضوعات مختلفة في كل حلقة وذلك على غرار سلسلة (طاش ما طاش)، وفي كل يوم يُحاول السدحان ومن معه أن يُقدم بعض القضايا والمشاكل التي يُعاني منها المجتمع.
وقد نجح العمل إلى حدٍ ما في تقديم بعض الحلقات الجيدة ولكن لم يستطع هذا العمل مُنافسة (سيلفي) لاعتبارات عديدة أهمها مستوى النص المكتوب وطريقة تقديم الحلقات، حيث لُوحظ أن الحوار في (منا وفينا) أقرب ما يكون إلى حوار (مدرسي)، وعندما أقول هُنا مدرسي، أقصد بذلك أن طابع «الإلقاء» غَلب عليه، لدرجة حَالت بين تفاعل المُشاهد مع العمل بالرغم من احتواء بعض الحلقات على أفكار جيدة.
(عبد الله السدحان والتمثيل)
يُعدُّ عبد الله السدحان أحد نجوم الساحة الفنية في الخليج وسَاهم في تقديم أجزاء ناجحة بل وناجحة جداً في مسلسل (طاش ما طاش)، وقَدم لنا شخصيات جيدة من خلال مجموعة من الأعمال السابقة وكُنا نتمنى ونأمل منه أن يظهر بشكل يوازي مكانته الفنية التي وصل إليها أو على الأقل يُقدم عملاً يُنافس من خلاله رفيق دربه القصبي، ولكننا مع الأسف فوجئنا بأداء متوسط في الغالب وأقل من المتوسط في بعض الحلقات التي قدمها.
في مثل هذه الأعمال اختيار المُخرج المُتمكن يلعب دوراً كبيراً في ترجمة النص المكتوب إلى عملٍ مُتكامل ومُتميز، ولكن السدحان لم يُوفق في اختيار المُخرج، لذا ظَهرت بعض الحلقات بشكلٍ باهت ولم يتم تقديمها بطريقة متميزة، والسبب في وجهة نظري يعود لافتقار المُخرج للخبرة التي تؤهله للقيام بعمل احترافي مُتميز بالإضافة إلى ذلك عدم إلمام المُخرج بخصائص المجتمع السعودي، حيث قضى مُعظم حياته ما بين لبنان واستراليا لذلك لم يقم (بغربلة) العمل كما ينبغي ليظهر للمُتلقي بطريقة مُشوقة وجاذبة.
شباب البومب: أداء شبابي جيد ونسبة مُشاهدة عالية.. لكن هناك مُشكلة
يجتمع مجموعة من المُمثلين الشباب في المسلسل الكوميدي» شباب البومب» الذي حقق وبلغة الأرقام 5 ملايين مُشاهدة وذلك في حلقات الثُلث الأول من شهر رمضان الماضي على موقع المُشاهدة العالمي «يوتيوب»، بصراحة في هذا العمل شاهدنا (حزمة) من المشَاهد التمثيلية المتقنة إلى حدٍ كبير ببعض الأفكار، ولكن المشكلة تكمُن في النص المكتوب وصياغة السيناريو والحوار من قبل الكاتب عبد العزيز الفريحي، فلم نلاحظ أفكاراً تُلامس هموم الشباب يتم تقديمها بطريقه مُقنعة، بالرغم من أن الفريحي يستند الى خبرة لا بأس بها في المجال الدرامي والتمثيلي إلا أنه لم يفلح في تقديم أفكار هادفة وجاذبة من شأنها أن ترتقي أكثر بمستوى هذا العمل.
(الإخراج لم يُصلح الخلل)
حتى المُخرج ماجد الربيعان لم يُحسن استغلال هذه الطاقات (الشبابية) ولم يُوظفها بالشكل المطلوب، لذا (طغت) الاجتهادات الشخصية غير المدروسة وغير الاحترافية من قبل هؤلاء الشباب وعلى رأسهم المُمثل «فيصل العيسى» الذي يُعدُّ احدى الشخصيات الرئيسة في العمل. هذه الاجتهادات التي حاول العيسى ومن معه أن يجعلها في قالبٍ كوميدي كي تخدم النص نجح في بعضها ولكن خبرته لم تُسعفه في بعضها الآخر.
عنصر (الخبرة) هو أحد العناصر المهمة إذا ما أراد الفنان أن (يُغرد) خارج النص قليلاً. لذا كان لزاماً على مُخرج العمل أن يُصلح هذا الخلل (النسبي)، لكنه لم يقم بفعل ذلك إلا في حُدود ضيقة جداً.
وشارك في هذا المُسلسل مجموعة من النجوم منهم: خالد سامي، علي المدفع، عصام كاريكا، حسن حسني، محمد الكنهل، سلمان المقيطيب، عبد الرحمن الرقراق.
(الذاهبة)
استطاعت قناة روتانا خليجية أن تدخل في أجواء المنافسة الرمضانية وبقوة وذلك من خلال مجموعة من الأعمال الدرامية والبرامج المتنوعة، منها مُسلسل «الذاهبة» المستوحى من قصيدة الشاعر ناصر القحطاني وتغنى بها خالد عبد الرحمن، وركز العمل على الوفاء بين الزوج وزوجته ليُقدم قصة رومانسية في إطار عاطفي تشعبت خطوطه التراجيدية بشكل منطقي شَهد مُفارقات عديدة.
ظهر مستوى الأداء والإخراج والحبكة الدرامية في مسلسل (الذاهبة) بمستوى عالٍ من الدقة والإبهار وهذا ما زاد من أسهمه لدى المُتابع. بدأ العَمل بمشَاهد افتتاحية مُعبرة ارتبطت بأفعال درامية مُتقنة ومنسجمة مع بعضها فلم يكن هناك تهويل أو مبالغة غير منطقية في الأحداث. ونُلاحظ الأحداث تبدأ بالتطور في الصراع الدرامي بعد أن يضع الشاب (سلطان) هاتفه النقال مُتعمداً في شنطة الفتاة الشابة (ذهب) التي التقاها صدفةً في مصعد الفندق ثُم تعطل بهما وكان ذلك في ليلة زفاف صديقتها (مضاوي).
يُقدم العمل الدراما الرومانسية الاجتماعية بقالب متوازن بين التراجيديا والكوميديا، كما يطرح العديد من القضايا التي لا زال المُجتمع السعودي يُعاني منها ومن مشاكلها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الزواج التقليدي، ويتجسد ذلك في إصرار والدة سلطان على زواجه من قريبته، بينما لا يوجد قبول كبير بين الطرفين، وكذلك (الفجوة) بين بعض الفتيات وأمهاتهن، هذه الفجوة التي أحدثت أزمة (فهم) بين الفتيات والأمهات، هذه الأزمة جعلت من بعض الفتيات يعشن في عالم افتراضي بين وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.
العمل يُقدم نماذج واقعية مُختلفة من شرائح المجتمع بحبكة درامية مُتماسكة يعتمد فيها الصراع الدرامي على عُنصري التشويق والإثارة بطريقة (مهضومة).
(الأداء التمثيلي)
مُعظم المشاركين في العمل استطاعوا أن يقدموا أدوارهم بإتقان وجدارة. ولعل أبرزهم الفنان تركي اليوسف الذي جسد شخصية (سلطان) بأداء مُتمكن يُعدُّ إضافة لرصيده ومشواره الفني، وكذلك الفنانة (نادين جمالي) التي جسدت دور الفتاة (ذهب) التي تجمعها قصة حُب مع سلطان قَدمت نادين الشخصية بطريقة أقرب إلى الواقع لذلك تفاعل المُتلقي كثيراً مع الأحداث والتطورات المشوقة في الصراع الدرامي، كما استطاع المُخرج إدارة العمل وخلق (توليفة) بين المُمثلين المُشاركين واتضح ذلك من خلال انسجامهم مع بعضهم في الأفعال الدرامية.
(مُبتعثات)
مسلسل «مبتعثات» قدمته المخرجة السعودية هيفاء المنصور كأول عمل درامي لها بعد مجموعة من الأفلام السينمائية، وهذا العمل الذي تُجسد فيه قصة 4 فتيات (علياء، سلمى، رغد، سارا) من مناطق جغرافية مختلفة في السعودية (الحجاز، نجد، الشرقية) يذهبن للدراسة في أمريكا وتحديداً في فلاديلفيا، ثم تبدأ تفاصيل العمل وخطوطه الدرامية المتفرقة بالظهور عندما تواجه المُبتعثات التحديات المتنوعة في الغربة وكيف يتغلبن على هذه التحديات.
ظهر أداء الممثلات المُشاركات في مسلسل (مُبتعثات) بشكل مُنسجم ومُتناغم مع بعضهن الآخر، وهذا بلا شك زاد من تفاعل المُشاهد مع الأحداث ولاسيما أن لكل فتاة شخصيتها المختلفة وطبائعها وثقافتها، بالتالي تختلف ردود فعلهن في المواقف المتفرقة التي تواجههن في أثناء دراسة اللغة الإنجليزية أو في حياتهن الاجتماعية في المجتمع الأمريكي.
ما يُعاب على هذا العمل عدم تماسك (الحبكة) الدرامية بالشكل المطلوب، لذلك غابت بعض الخطوط الرئيسية للعمل وبرزت بعض الأحداث الثانوية، الأمر الذي أدَّى إلى تشتيت ذهن المُشاهد، وبالتالي غاب التفاعل تدريجياً، وقد يكون السبب في ذلك قلة خبرة الكاتبة، وكذلك كونها التجربة الأولى للمخرجة في الأعمال التلفزيونية.
(سوبر محصل)
المسلسل الكوميدي «سوبر محصل» للنجمين الكوميديين أسعد الزهراني وطارق الحربي، وكان من المفترض أن يظهر أفضل بكثير مما ظهر عليه، وذلك بسبب قُدرة هذين النجمين «المُتألقين» على تقديم كوميديا هادفة، ولكن النص لم يُسعفهما كثيراً لتقديم أفضل ما لديهما بالتالي.
بدأ العمل بداية موفقة وجاذبة إلى حدٍ ما ولكن بعد ذلك طغت (الاجتهادات) الشخصية من قبل الفنانين المُشاركين حتى من تقمصوا الأدوار الثانوية وذلك كما أسلفت بسبب غياب النص المُتماسك وغياب الحوار الكوميدي الهادف.
(سبعة)
لم يستفد المخرج «القديم» عامر الحمود من فترة التوقف التي دامت 3 سنوات تقريبا، حيث كانت آخر أعماله الفنية المتواضعة مسلسل (مُلحق بنات)، وعندما أقول هنا لم يستفد أقصد بذلك أنه لم يسعَ لتطوير نفسه أو لتقديم أدائه الإخراجي بشكلٍ مُغاير أو مُختلف عمّا عرفنا عنه منذ سنوات.
الحمود الذي استعان برواية الأديب الراحل (غازي القصيبي) «سبعة» وحولها إلى عمل درامي تلفزيوني يضم نخبة كبيرة من نجوم الدراما على مستوى العالم العربي منهم، راشد الشمراني، محمد الطويان، تيسير إدريس، فادي إبراهيم، ميلاد يوسف وآخرون، الحمود لم يُدرك عندما قَام بذلك أن تحويل العمل الروائي إلى درامي يتطلب أمورا متعددة أهمها (غَربلة) العمل وصياغة السيناريو والحوار بطريقة تتناسب مع التلفزيون، وكذلك تحويل الشخصيات الرئيسة في الرواية إلى شخصيات تتناسب مع العمل، بعد ذلك (تغذية) البناء الدرامي بعناصر مُشوقة كي يتقبلها المُتلقي. لكن الحمود لم يفعل شيئاً من هذا لذلك ظهر مُسلسل «سبعة» بطريقة (سردية) مملة بالرغم من وجود خامات تمثيلية أكثر من رائعة فيه.
كما لم يُقدم الحمود جديداً يُذكر يُثبت من خلاله أن أداءه الإخراجي تطور ولو قليلاً لذا ظهرت الرؤيا الإخراجية وحركة الكاميرا وصياغة الأحداث (باهتة) وبعيدة عن الإثارة والتشويق، كما ظهرت الأفعال الدرامية للفنانين المُشاركين (ضعيفة) ولم ترتق للمستوى المأمول منهم.