سلمان بن محمد العُمري
من الظواهر الاجتماعية المشهورة ميل كثير من الناس إلى إدخال كلمات غريبة، أو أجنبية في سياق كلامهم وحديثهم، للتدليل على أنهم مثقفون، ويجيدون التحدث بأكثر من لغة، وبخاصة إذا كانت اللغة لغة الأمم المتطورة كالإنجليزية والفرنسية مثلاً، والطريف في الأمر أن بعض الناس لم يدرس اللغة الأجنبية أصلاً، ومع ذلك يحاول تقليد غيره، فيأتي بالمضحكات في كلامه، إما في طريقة النطق، وإما في استعمال الكلمة في غير موضعها.
وقد تكون الكلمة سيئة وبذيئة، وهو لا يعرف معناها، ومن ذلك - على سبيل المثال - أن بعض الشباب يلبس ملابس من أقمصة وسراويل مكتوب عليها عبارات باللغة الأجنبية، لها معاني تسيء إلى لابسها، وهو لا يدري، وهذا من التقليد الأعمى الذي يدل على ضعف الشخصية، ومحاولة تقويتها، بمثل هذه التصرفات.
وقد تكون الكلمة قبيحة جداً، ومع ذلك يتداولها الناس في سياق المدح والإشادة، دون التفطن إلى أصل المعنى، ومن ذلك كلمة (الكشخة) فإن أغلب الناس يستعملونها في سياق المدح والإشادة بالشخص إذا لبس الجيد والجديد من الثياب، أو تزينت المرأة وجملت من هيئتها، فيقولون: ما هذه الكشخة؟ وفلان كاشخ، إذا ظهر في هيئة جميلة من اللباس وغير ذلك.
وإذا رجعنا إلى أصل هذه الكلمة في اللغة، وجدنا لها معنى سيئاً، ومدلولاً مذموماً.
قال ابن منظور في لسان العرب: (الكشخان: الديوث، وهو دخيل في كلام العرب، ويقال للشائت، لا تكشخ فلاناً).
وقال الفيروز أبادي في القاموس المحيط: (المشخان، ويكسر: الديوث، وكشخة تكشيخاً، وكشخنة، قال له: يا كشخان).
وهذا يقودنا إلى أن الإنسان العاقل ينبغي له ألا يتكلم بكلمة، أو يحمل عبارة حتى يعرف معناها، ويتحقق من محتواها، لكي لا يقع في مواقف محرجة، وأن يضع بين عينيه دائماً قوله - تعالى - {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (36) سورة الإسراء.