عبدالعزيز صالح الصالح ">
من أعظم نعم الله على العباد أن فرض الله للمسلمين عيدين في السنة؛ عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، استجابة لقول نبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه عندما قدم إلى المدينة المنورة وجد للقوم يومين يلعبون فيهما فقال: (قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما: يوم الفطر والأضحى) أخرجه النسائي بسند صحيح.
فصلاة العيدين سنة مؤكدة شرعت في السنة الثانية من الهجرة وقد واظب عليها نبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها ونحن الآن بصدد عيد الفطر يعز علي أن يأتي موسم عيد الفطر المبارك ولا أكتب فيه وكل عام أكتب ولم أتفرغ لمعانيه فالأفكار والمشاعر والأحاسيس، كما يتجدد فصل الربيع وكما لفصل الربيع معانٍ تبهج المشاعر بجمال الأزهار والأشجار، كما أن رائحة الفل والياسمين من أقوى الروائح والورد والقرنفل متوسط الروائح والاقحوان من أضعفها رائحة. وإن الله خلق المرء والعالم ليتجاوبا ويتناغما فإذا لم يهتز القلب لجمال الأزهار لماذا خلقها؟
وإذا لم يبتهج بالسماء ونجومها لماذا لمعانها وضياؤها؟
وإذا لم يتأثر المرء بالطبيعة وجمالها لماذا البحار وأمواجها والمياه وخريرها والجبال الشامخة وتلالها؟ كل إنسان يجب أن يكون سعيدًا مبتهجًا ومسرورًا فمع السعادة والبهجة يتضاعف عطاء المرء ويؤدي واجباته الحياتية المنوطة به بكل حكمة واقتدار ويكون ذلك عونًا على أداء واجباته.
فالعيد في الزمن الماضي أفضل من الزمن الحالي لأن الناس بشكل عام مرتبطين ببعضهم البعض لكن العيد في الوقت الحاضر اختلف لأن رتم الحياة اختلف حتى الظروف الاجتماعية والاقتصادية اختلفت فأصبح الإيقاع متسارعًا ولم تعد تشعر بهذا العيد لأن الناس كلهم مرتبطون وجدانيًا فقط بهذه المناسبة العظيمة قديمًا كانوا الناس يشعرون بطعم العيد أكثر لأن الحياة كانت بسيطة ومحيطها محدود إلى جانب.. روح الفكاهة والداعبة من خلال تبادل الأطراف عبارات التهاني الجميلة تسود في جذب الإبداع وطرد الملل بين الحضور فالفكاهة والإبداع متقاربان وهي تأتي من إقامة صلات غير متوقعة فالواجب على الجميع تفعيل إبجديات أواصر عرى المحبة والمودة على السطح بصورة حية لكن العيد اليوم لم يعد كما كان في السابق حيث كان العيد يعد في سنوات سابقة بمنزلة مناسبة عظيمة يتشوقون لبلوغها بفارغ الصبر لكن هذه المشاعر الجميلة انمحت تدريجيًا بسبب مشاغل الناس وارتباطاتهم المهنية فصار العيد أشبه بيوم واحد لا مذاق له ولا أهمية، لأن العيد الذي يميزه عن غيره من المناسبات اجتماع أفراد الأسر الذين يأتون من كل حدب وصوب للالتقاء مع أقاربهم مع أعمدة أسرهم الكبار، لكن فرحة العيد التي تنبغي لم تعد بذلك التوهج وخف بريقها بشكل واضح على السطح إلا أن بعض المنازل تتحول أيام العيد إلى منتديات ثقافية واجتماعية وأدبية وسياسية يتخللها سهرات السمر والولائم ويتغنى الشعراء والرواة في إقامة الندوات الثقافية والأدبية والشعرية إلى جانب سرد القصص والحكايات الشعبية والتاريخية حيث إن هذه الأعمال التي ذكرتها آنفًا ترسم السعادة والفرحة على شفاه الصغار والكبار إنها مناسبة عظيمة تجمع كافة شرائح المجتمع على مائدة واحدة.
أتمنى من خلال هذه المناسبة العظيمة من الجميع من دون استثناء بفرحة العيد المبارك أن نصدرها للغير وابتسامة نضعها على وجوه لا تعرف من دنياها سوى التعب والشقاء والحقد والحسد.
وكل عام وأنتم بخير..