يوسف المحيميد
بعد اشتعال موقع التواصل الاجتماعي عن تعطل رحلات مطار الملك خالد الدولية، بسبب انقطاع شبكة المعلومات، مما أدي إلى خروج نظام مراقبة المنافذ الحدودية عن الخدمة، وتعطل نظام الجوازات، وتعليق العديد من الرحلات الدولية، وتراكم المسافرين بشكل مزعج في صالة المطار، تذكرت خدمات النقل في أوروبا، مثل الأندرقراوند في لندن، عند إضراب العمال فيه، لأسباب تتعلق بمطالبهم العمالية، لكن المميز هناك أن مستخدمي قطارات الأندرقراوند من الموظفين، لديهم خبر عن ذلك قبل ليلة من الإضراب، وبالتالي يمتلكون تحديد البدائل للوصول إلى مقار أعمالهم، سواء بالمشي، أو استخدام الحافلات، أو سيارات التاكسي، أو ما شابه ذلك!
ولكن تعطل نظام مراقبة المنافذ الحدودية المفاجئ في مطار دولي، كمطار الملك خالد، جعل المسافرين على رحلات في التوقيت نفسه يتورطون فعلاً في تعثر سفرهم الذي قد يرتبط بمهام عمل رسمية، أو مواعيد علاج وعمليات، أو حتى سياحة وما يتعلق بها من حجوزات فندقية وتنقلات وغيرها، هو ما يحزن فعلاً، فكيف لا يتوفر نظام بديل واحتياطي لمثل هذه الحالات؟ أليس من الطبيعي أن تتوفر احتياطات جاهزة لهذا النظام، بحيث يعمل تلقائياً بمجرد حدوث عطل فيه؟
وفي الوقت الذي اعتذرت فيه المديرية العامة للجوازات عن هذا العطل الذي حدث بشبكة المعلومات في مطار الملك خالد الدولي، فإن شركة الاتصالات السعودية أكدت في بيان لها بسلامة جميع الوصلات والدوائر من أي عطل، حيث قامت الشركة فور استلامها بلاغ العطل بإجراء سلسلة من الفحوصات والاختبارات اللازمة للوصلات والدوائر التي تربط مطار الملك خالد الدولي، وأكدت هذه الاختبارات سلامة شبكة الاتصالات السعودية من أي انقطاع أو تعطل في شبكتها أو أنظمتها علماً بأن الموقع مخدوم بدوائر احتياطية.
ونحن كمستفيدين من خدمة الجوازات، نشكر المديرية العامة للجوازات، على تقدمها باعتذار من المسافرين، وهو سلوك حضاري مطلوب، لكن المهم في مثل هذه الحادثة، هل استفادت المديرية العامة للجوازات من مثل هذه الواقعة؟ هل ستكون جاهزة مستقبلاً في مختلف مطارات المملكة والمنافذ الحدودية لتوفير البديل الاحتياطي، الذي يمكن استخدامه فوراً بمجرد حدوث عطل في شبكة المعلومات الخاصة بالجوازات؟