يوسف المحيميد
كنت أحد ثلاثين ضيفاً رمضانياً استضافهم برنامج جديد عنوانه «قراءات النجوم» من تقديم المذيعة إيمان باحيدرة، وإخراج أيمن الشريف، في القناة الثقافية السعودية. وهو برنامج استضاف كتَّاباً ومبدعين وممثلين وفنانين من السعودية ومصر وغيرها، وفكرته تتناول تجربة الضيف بشكل عام، وتتحدث معه عن قراءاته المختلفة، على مدى مراحل العمر؛ كي يضيف للمشاهد معلومات جديدة عنه كشخصية عامة، إضافة إلى التعريف بقراءات وعناوين كتب جديدة.
وكالعادة طبعاً، قد تجد مادة ثقافية جيدة، أو برنامجاً جديداً متميزاً على إحدى القنوات السعودية، لكن لا أحد يعرف عنه شيئاً؛ لأن هذه القنوات الرسمية ليس لها متابعون من جهة، ومن جهة أخرى لا تعترف بما يسمى التسويق لبرامجها وأعمالها الفنية. وقد أتفهم أنك لا تسوق لعمل ضعيف، ولا يستحق الالتفات، لكنك حين تقدم عملاً جيداً، دون أن تمنحه الاهتمام الكافي من التسويق والإعلان، فأنت ببساطة شديدة تقوم بقتله أو إعدامه!
كثيراً ما تحدثت مع الزملاء مقدمي البرامج في هذه القناة، سواء خلال فترة إدارة الأستاذ محمد الماضي، أو الآن مع إدارة الزميل الأستاذ عبدالعزيز العيد، بأن نجاح أي برنامج، وارتفاع نسبة مشاهدته، يعتمد على جودته وجدّته بالطبع، وهي لن تفيد ما لم يكن مصحوباً بحملة إعلانية عن موعد البث، ولقطات من الحوار، أو ما يسمى في مصطلحات الميديا «برومو»، أي التسويق لهذا العمل. وهذا ما لم يتحقق لهذا البرنامج رغم الجهد المبذول فيه!
والغريب أنه لا يوجد لهذا البرنامج وغيره فواصل إعلانية، وكأنما تكلفة البرنامج تتحمله القناة نفسها، فهي المنتج الذي يدفع لمؤسسة الإنتاج الفني، دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن معلنين، رغم جودة البرنامج الذي ينافس برامج القنوات التجارية، ورغم أننا في بلاد هي الأكثر كفاءة اقتصادياً، وفيها قطاع أعمال قوي، والدليل أن هذا القطاع الخاص هو من يدعم برامج القنوات التجارية، التي يمتلكها سعوديون، فلماذا لا تتحرك مجموعة القنوات الرسمية باتجاه المعلنين والرعاة إذا كانت لا تستطيع توفير التمويل اللازم لهذه البرامج والمسلسلات؟!
أحياناً أفكر لو كنت رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون لركزت على هذين الجانبين: الأول تقديم برامج وتقارير ومسلسلات متميزة جداً، بمقدمين ومقدمات أكفاء، ومعدّين ومخرجين متميزين، وأفكار جديدة. والثاني تسويق هذه البرامج والمسلسلات عبر «البرومو» في مختلف القنوات الرسمية السعودية، كأن يتم بث إعلان برامج القناة الثقافية في القناة ذاتها، وفي الأولى والإخبارية والاقتصادية والرياضية وغيرها، لضمان نسبة مشاهدة عالية!