د. أحمد الفراج
ليس هناك أسوأ ممن يضلل الشباب ويحرضهم للخروج إلى مواقع الفتن، إلا مناضلي الرفاهية والكراسي الوثيرة، خصوصا الحزبيين منهم، ولعلكم سمعتم عن التاجر السعودي «المناضل»، والذي يعارض كل شيء، وأي شيء هنا في المملكة . هذا، ولكنه يهيم عشقاً بكل منجز خارجي، وتقول الأنباء الواردة من ديوانيته إنه باع برنامج كمبيوتر بمبلغ عشرة ملايين دولار لإحدى الشركات في دولة إقليمية، ولا ندري هل يستحق البرنامج هذا الثمن، أم أن هذه الصفقة هي هدية، أو قل غطاء لترويجه لسياسات تلك الدولة، وهي الداعم الرئيس للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهذا كله على حساب بلادنا ومصالحها، وحتى هذه اللحظة، فإن الله قد «عصم» هذا المناضل من الوقوع في شر أعماله، فلا شيء يقلقه إلا نشاطات الوطنيين السعوديين، وقد تخصص في الهجوم عليهم، ومحاولة الحط من شأنهم، وهذه ديدنه منذ فترة طويلة!!.
وهذا المناضل « المغشوش « له إخوة في الداخل والخارج، فهذه البلاد مستهدفة، وعديمو الذمة والمبادئ يعرضون بضاعتهم على قارعة الأرصفة، لمن يدفع أكثر، ولتذهب بلادهم بعدها إلى الجحيم، ففي بعض الدول الغربية، هناك مجموعة من المراهقين السعوديين، يقولون كلاماً كبيراً باسم النضال!!، والمثير للسخرية أنهم يحاولون التذاكي، ويزعمون بأنهم يعانون الأمرين في بلاد الغربة، وأن نضالهم يصب في صالح وطنهم، ولا ندري كيف يعيش هؤلاء، وكيف يسكنون في أفضل المنازل، ويلبسون أحسن اللباس، ويقال إنهم يحبون الموديلات الجديدة من سراويل الجينز، والقمصان ، وآخر ما أنتجته فرنسا من أفخم العطورات، والكل يعلم أن الحياة في البلدان الغربية مكلفة جداً، ويصعب على كثيرين توفير لقمة العيش، وبالكاد يجد أحدهم وقتاً للراحة والنوم، فمن يوفر لهؤلاء المناضلين « المزيفين « المال، ويفرغهم للهجوم على بلادهم، ويحثهم على إثارة البلابل، والتشويش، ومن الذي أوهمهم بأن النضال يعني «العمالة» لجهة أجنبية، ومن الذي أقنعهم بأنهم يستطيعون الضحك على الناس؟!.
ومع أن هناك من تستهويه مثل هذه الأطروحات السوداوية لمناضلي الغفلة، إلا أن أمر هؤلاء المناضلين، والذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس، بدأ ينكشف، فتوجهاتهم الفكرية، وتناقضاتهم، وتطبيلهم لأنظمة سياسية معينة، وهجومهم المستمر على الوطن ورموزه يفضح عمالتهم، وزيف ما يدعون إليه، وأجمل ما في مثل هؤلاء العملاء أنهم سرعان ما ينكشفون، فالناس، ومع تطور وسائل الاتصال والتقنية، وسماع وجهات النظر الأخرى، قادرون، مع الوقت، إلى رمي مثل هؤلاء إلى مزابل التاريخ، وحتما سينتهي الأمر بهم إلى العزلة، والكآبة، لأن من يدعمهم هو أول من سيتخلى عنهم، فمن يخون غيرك لأجلك، سيخونك لأجل غيرك، فهل يفقهون؟!.