فقدت بلادنا العزيزة واحداً من رجالاتها المخلصين صاحب السمو الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - طيب الله ثراه - وهو واحد من رجالات الوطن الذين أفنوا أعمارهم بالعمل المخلص الدؤوب، حيث واصل الليل بالنهار في خدمة دينه ثم في خدمة وطنه بشكل عام ثم منطقة الحدود الشماليه بشكل خاص لتكون واجهة مميزة لهذا الوطن الكبير, يتابع بنفسه جميع الأجهزة حتى أصبحت هذه المنطقة زهرة متفتحة عم شذاها مع ريح الشمال ويشار إليها بالبنان.
وسموه - رحمه الله - كان مدرسة بل جامعة يستفيد منه من يرغب التطوير والجدية والأسلوب الأمثل في التعامل مع الآخرين بطريقة راقية. وتدلل على ذلك مواقف كثيرة أذكر منها موقفين لا أنساهما عندما كنت على رأس العمل مديراً للتعليم, اتصل بي وبعد السلام قال: «بنت فلان عُينت في مركز الجديدة والدها يحضرها للمدرسة يوم وأنا أحضرها يوم وأنت تحضرها يوم (وش رأيك)؟ فقلت: تُنقل بأمرك طال عمرك ولا نحتاج لهذا»، والموقف الثاني أنه دخل عليه - رحمه الله - ولي أمر معلمة بإحدى مدارس القرى والرجل يظهر عليه الغضب، وقال: يا طويل العمر هذه القرية التي عينت فيها ابنتي حتى خباز (فران) لا يوجد فيها، فكيف نعيش؟ وبعد أن طلب له القهوة - طيب الله ثراه - قال للرجل أنت بدوي والبدوي شاطر يعمل أكله بيده وحتى جيرانه يستفيدون منه، فضحك الرجل وتهللت أساريره وخرج راضياً بسبب هذا الأسلوب الراقي بعد أن دخل غاضباً.
وعندما أتمعن بهذين الأسلوبين: الأول شفاعة والثاني طريقة إقناع بطريقتين محببتين للنفوس. ولا يرغب أبداً - رحمه الله - أن يغضب أحداً مسئولاً كان أو مواطناً عادياً, ومكتبه مفتوح لكل من له حاجة وبدون تكلف يدخل عليه من يرغب مقابلته ومع هذا كله لا يحب الثناء ولا الإطراء, ويقول هذا واجب لا شكر عليه.
فوالله إننا فقدنا أميراً حكيماً ووالداً رحيماً و أخاً ناصحاً ومعلماً أميناً، وما يعزينا فيه إلا أن الله سبحانه وتعالى حدد له هذه الساعة في هذه الأيام المباركة، أيام رحمة ومغفرة، ووجود أبنائه إخواناً لنا نرى فيهم (عبدالله). فنسأل مجيب الدعوات في شهر الإجابات أن يدخله فسيح جناته ويجزيه عما قدم لدينه وولاة الأمر ومواطنيه في ميزان حسناته. وأتقدم بصادق العزاء والمواساة في فقيد الوطن إلى مقام خادم الحرمين الشريفين, وإلى صاحب السمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وإلى أصحاب السمو الأمرء وإلى صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز آل سعود -أمير منطقة نجران-، وإلى أنجال سموه -رحمه الله- أصحاب السمو الأمراء: خالد, ومنصور, ومساعد, وفهد, ود/مشعل, وسلطان, ومشاري, وسعد, وبندر, وتركي, وفيصل، وإلى صاحبات السمو الأميرات: طرفة, ونوف, وجواهر, والبندري, وقماشة, والعنود, وسارة.
وإلى زوجاته وجميع أحفاده. تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته. وألهم الجميع جميل الصبر والسلوان, و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
نافل بن جربوع الرويلي - عضو مجلس منطقة الحدود الشمالية - مدير عام التربية والتعليم سابقاً