في مثل هذا الشهر الفضيل والأيام المباركة من العشر الأواخر في رمضان العام الماضي توفي الشيخ سعود بن عبد العزيز آل قاسم، الذي كان مثالاً للإنسان المسلم الصحيح البدن، العف اللسان، السليم الصدر، الدمث الأخلاق، وكان مثالاً لرب الأسرة الصديق الرحيم الودود النصوح، ووفاء لجهوده وتضحياته في خدمة دينه ثم بلده وأسرته السادة القواسم، أتشرف بنقل نبذه مختصرة عن حياته وسيرته العطرة سائلاً الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له وأن يجمعنا به على حوض النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هو الشيخ سعود بن عبد العزيز بن عبد الواحد آل قاسم، وكنيته أبو خالد، ولد - رحمه الله - في قصر آل قاسم بالأفلاج عام 1365هـ، ونشأ بها وتعلم مبادئ القراءة والكتابة منذ صغره وحرص والداه على تربيته وتعليمه، وقرأ القرآن الكريم بمدرسة آل قاسم القرآنية على يد الشيخ عبد الواحد بن سعيد بن محمد آل قاسم (ت 1379هـ) - رحمه الله - إمام وخطيب جامع قصر آل قاسم، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالسيح، وتخرج منها، ولازم والده أمير إمارة قصر آل قاسم الشيخ عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد العزيز (1400هـ) - رحمه الله -، الذي نهل منه مكارم الأخلاق والصفات الحميدة والكرم والشجاعة.
وقد تولى - رحمه الله - كثيراً من الأعمال المهمة ومنها: كلفه والده خلال ملازمته له بالقيام بكتابة وقراءة المكاتيب في الإمارة، كما تولى إمامة وخطابة جامع قصر آل قاسم لأكثر من أربعين عامًا، وعمل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم تولى رئاسة قصر آل قاسم بعد وفاة والده - رحمه الله -، وذلك عام 1400هـ حتى 2-7-1435هـ.
واشتهر - رحمه الله - بالكرم، وقد كان مجلسه لا يخلو من الضيوف، كما كان محبًا للصغير محترمًا ومقدرًا الكبير، وبالإضافة لذلك كان زاهدًا عابدًا محبًا للخير ساعيًا إليه، وتظهر عليه علامات البهجة والسرور عندما يقدّم الخير لغيره، وكان يُضرب به المثل في العلاقات الإنسانية، فهو دائماً ما يلقاك بابتسامة وبحفاوة ويستقبلك بحرارة ويعطيك جل اهتمامه، كما كان له الأثر الكبير في إيصال الخدمات لمركز قصر آل قاسم وما جاوره مثل خدمة الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات التي تنعم بها مملكتنا الغالية في ظل حكومتنا الرشيدة.
وقد ترك - رحمه الله - أبناء بررة تجتمع بهم الصفات الحميدة والوفاء والكرم وحب الخير - وهم: الشيخ خالد، والشيخ تركي، ومحمد، وعبد العزيز، كما ترك ست بنات.
أُصيب في آخر حياته بمرض أدى به إلى غيبوبة، ثم توفي - رحمه الله - ظهر السبت في شهر رمضان المبارك الموافق 28-9-1435هـ - رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان -، وقد حضر واجب العزاء جمع غفير من داخل المملكة وخارجها، وكان ممن قدم واجب العزاء محافظ محافظة الأفلاج الأستاذ زيد بن محمد آل حسين، وجميع رؤساء المراكز بالمحافظة ووجهائها.
وخلف الشيخ سعود - رحمه الله - على رئاسة مركز قصر آل قاسم ابنه الشيخ تركي بن سعود أعانه الله على ذلك، ونسأل الله له التوفيق والسداد.
ختاماً: نسأل الله له وللمسلمين الرحمة والمغفرة وأن يجمعنا بكرمه ومنّه وجميل ستره وواسع فضله في مستقر رحمته.
- عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل قاسم