(بئر أبو زيد الهلالي).. حكايات من التاريخ وذكريات باقية تطل على الوادي ">
جازان - نايف عريشي:
(بئر أبو زيد) التي لا يعرف عنها الكثير تقع في أشهر أودية منطقة جازان (وادي قصي)، الذي يقع شمال محافظة ضمد.
يقال إن أبا زيد الهلالي سكن وعاش بجوارها قديماً، وكان له حوض للسباحة وكهف يُقيل وأفراد قبيلته تحته, وإن ذلك المكان شهد انتصاراته وبطولاته. وحوض السباحة في (بئر أبو زيد) ليس سهلاً للسباحة؛ إذ توفي فيه عدد كبير من المتنزهين لخطورته، ولوجود مغارات عدة تحت الحوض.
وتعتبر (بئر أبو زيد) مقصداً للأدباء والشعراء قديماً وحديثاً، وكانت تقام إلى جوارها الأمسيات الشعرية والمنتديات الأدبية، ومخيم يقضي فيه الشعراء أوقاتهم لأيام، يتبادلون خلالها الفن والشعر في ذلك المكان الهادئ.
وعلى رأس الأدباء الذين عاشوا بذكرياتهم في (بئر أبو زيد) الشاعر علي النعمي - يرحمه الله - والأديب حجاب الحازمي، والكثير من الأدباء والمؤرخين. والذكريات ما زالت باقية على تبة الجبل التي تطل على الوادي المليء بالماء والخضرة.
وللشاعر علي النعمي قصائد كثيرة، ونشرت ثلاث قصائد متتابعة في أحد دواوينه الشعرية، منها (الأرض والعشق)،
وفي مطلعها يقول:
جاءتك يا وادي (قصي) فرقة
تبحث عن ماض توارى هنا
عن غابر الأحداث تلك الـتي
عايشتها, كيف طواها الفنا؟
أين (أبو زيد) الذي ذكره
ما زال يحيا شيقا بيننا؟
ودرعه الضافي وأفراسه
والخوذة السودا وأين القنا؟
والخيل أين الخيل في كرها
وفرها في ساحـة المنحنى؟
البئر هذي البئر من باكها
وأي كف جازفت في البنا؟
والحوض هذا الحوض من لاطه
في الصخرة الصما وذاق العنا؟
والكهف هذا الكهف ماذا به
من وهج الماضي لمن قبلنا؟
فالزائر لذلك المكان لن يلوم النعمي على هيامه، وسيقرأ بين تلك التضاريس الجبلية وسط الوادي الشهيق حكايات من التاريخ الخالد التي تحتاج إلى دواوين وكتب لذكرها.
فالمكان رغم قلة الدعم ونقص الخدمات إلى أنه لا يزال محافظاً على جماله، ومقصداً لزائريه الذين يفضلون زيارته، بعد فجر كل يوم في رمضان، ومع صباحات الأعياد، ومع الأجواء الجميلة، وفي فصل الربيع.