سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري يشكر القيادات اللبنانية والأشقاء اللبنانيين على ما عبّروا عنه من مشاعر طيبة خلال العزاء بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله-.. مشيراً إلى إن ما شهدناه خلال أيام العزاء الثلاثة بوفاة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، يرحمه الله، من تقاطر كبار الشخصيات اللبنانية السياسية والأمنية والروحية والإعلامية والاجتماعية ووفود حزبية وجمعيات ومؤسسات، وما عبّر عنه الجميع من عاطفة أخوية نبيلة ومشاعر محبة صادقة تجاه المملكة العربية السعودية وقيادتها وتجاه شخص الفقيد الكبير، يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية ولبنان وشعبيهما الشقيقين، ويؤكد مرة جديدة أن هذه العلاقات هي إنسانية بالدرجة الأولى وأن الأشقاء اللبنانيين رمز للأصالة والوفاء ولا يتأخرون في كل خطب أو مناسبة عن التعبير عن تقديرهم للمملكة وقادتها وكبار مسؤوليها ومن بينهم المغفور له الأمير سعود الفيصل الذي يعرف اللبنانيون أنه حمل لبنان في قلبه وعقله سنوات طويلة وقام خلال كافة تحركاته العربية والإقليمية والدولية بتوجيه من القيادة السعودية الرشيدة بجهود من أجل إحلال الأمن والاستقرار في لبنان ودعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها وتشجيع كافة الفرقاء على الحوار لتجنيب لبنان الأخطار وتأمين المصلحة الوطنية العليا.
وأضاف عسيري: لقد شكّل الأمير سعود الفيصل حالة مميزة في الدبلوماسية العربية، وجمع في شخصه المعرفة والثقافة والشجاعة والإقدام إلى جانب الدماثة والتواضع والإنسانية. وقلّما يذكر حدث في المنطقة العربية خلال السنوات الأربعين التي مضت دون أن يكون لسموه، يرحمه الله، بصمة أساسية فيه.
لذا، سوف يشكل غيابه خسارة كبيرة ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل لكافة الدول العربية والإسلامية لأنه جاهد في سبيل قضاياها كما جاهد في سبيل بلاده، ولدول العالم أجمع، لأنه قدّم نموذجاً يحتذى به في العمل الدبلوماسي الجاد الهادف، وآراء سديدة في قضايا عالمية، إضافة إلى أنه كان صديقاً لعدد كبير من القادة والمسؤولين العالميين الذين أكبروا فيه خبرته وبعد نظره ودرايته.
وتابع عسيري: أن السياسة السعودية تسير وفق نهج ثابت منذ مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، طيّب الله ثراه، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي يولي لبنان اهتماماً خاصاً وله علاقات صداقة قديمة مع عدد كبير من المسؤولين والشخصيات اللبنانية، وهو لا يزال -حفظه الله- يشجع القادة اللبنانيين في كل مناسبة على الحوار وحماية لبنان، ويؤكد أن المملكة ستبقى إلى جانبه كما كانت على الدوام.
وأنهى عسيري بالقول، أتوجه بالشكر من صميم القلب إلى كبار المسؤولين اللبنانيين الذين زاروا المملكة لتقديم واجب العزاء، وإلى كافة القيادات والشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية والروحية والإعلامية والدبلوماسية والاجتماعية، وكافة الوفود الحزبية والجمعيات الخيرية ووفود المناطق والعائلات وجميع الذين اتصلوا أو أرسلوا برقيات التعزية وكل من تكبّد عناء في الحضور خلال أيام العزاء، على المشاعر النبيلة التي عبّروا عنها وعلى محبتهم وتقديرهم ووفائهم للمملكة العربية السعودية وقيادتها وللمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، والشكر موصول لوسائل الإعلام على تعاونها وجهودها، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- باقية على عهد الأخوّة والتزام قضايا لبنان ومصلحة شعبه الأبيّ، وهي تأمل وتسعى لكي ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار وان يحقق في المرحلة القريبة المقبلة خطوات كبيرة في هذا الاتجاه سائلاً المولى عز وجل أن يعيد عيد الفطر المبارك على لبنان وعلى الأشقاء اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالخير والصحة والأمان.