إلامَ الحُزْنُ محتدِماً يعودُ
وبغيتُهُ الأشاوسُ والأُسُودُ
فتهوي من معالِمنا جبالٌ
فهلاّ قِمَّةٌ هبطَتْ تعودُ؟
فكمْ قدْ أُطفئِتْ منَّا نجومٌ
وكمْ قدْ هُدِّمتْ منَّا سُدودُ
وكمْ قدْ صابَنا حَرٌّ وقَرٌّ
وكمْ في جوِّنا رَعَدَتْ رُعُودُ
صُروفُ الدَّهرِ قدْ دارتْ رحاها
ولهوَتُها الخوافِقُ والكُبودُ
فيمضي العمرُ في الدُّنيا كبرقٍ
وليسَ لكائنٍ فيها خُلودُ
ترجَّلَ فارسُ الفُرسانِ ليلاً
فهل يُجديْ التجلُّدُ والصمودُ؟
رحلْتَ بساعةٍ تأبى فراقاً
أيُعقَلُ مثلكَ الدُّنيا تجودُ
طوالَ الدَّهرِ تذكُرُكَ المعالي
وتذكُرُكَ الصحائفُ والعهودُ
وتذكُركَ المحافلُ إذ تنادتْ
وكمْ في محفلٍ ذبلتْ ورودُ
فكنتَ محامياً ولسانَ صدقٍ
وضيغمَ أمَّةٍ عنها تذودُ
وتُبدي الرأيَ، عن ثقةٍ، سديداً
وكلُّ عباقِر الدُّنيا شُهودُ
سيفقدُكَ التُّقاةُ إذا استقاموا
وتفقدُكَ المساجدُ والسُّجودُ
وتبكيكَ الفضائل ُ والقوافي
ومثلكَ قِلّةً نبكيِ سعودُ
ليوثُ عريننا غابوا تِباعاً
أليس لهذه البلوى حُدودُ؟
فذاكَ الفيصلُ الصمصامُ أضحى
كما أضحى العمالقُ والجدودُ
وعِترةُ فيصلٍ ما زال فيهم
هزابِرُ، ساحةَ الهيجا، تقودُ
أعزّي خالداً فيكُمْ وشَعباً
يكابِدُ زفْرةً حرّى تزودُ
لنا فيكُمْ بأهليكُم عزاءٌ
لهم في شامخِ العليا بُنُودُ
ألا رحماكَ يا ربي بشيخٍ
عزيزِ القومِ تطويهِ اللُّحودُ
شعر/ مصلط فيصل المصطفى