رجاء العتيبي
هناك تطور ملحوظ في مجال الإنتاج والتنفيذ الدرامي المحلي، ولكن المحتوى الدرامي بصفة عامة ما زال يسير على الوتيرة السابقة: نفس الشخصيات، نفس الحوارات، نفس المشكلات، ولكنها أفضل مقارنة بالعام الماضي.
هذا العام لم نر تفاعلاً كبيرًا من المشاهدين ولا ترقبًا من الإعلام، كما يحصل عادة في الأعوام السابقة، ولا نعلم إن كان ذلك تجأهلاً من الجمهور أو أنهم فقدوا الأمل، أو أن أحداث الإرهاب والتفجيرات طغت على متابعة الأعمال الدرامية.
بصفة عامة القريبون من عالم الإنتاج يرون أن هناك اهتمامًا كبيرًا من أطقم العمل، وحذرًا مشوبًا بخوف من أبطال المسلسلات ومن المنتجين أنفسهم، في حين أن الأيام العشرة الماضية من رمضان الحالي، مرت بسلام على المسلسلات، ولم يتعرضوا لما تعرضوا له العام الماضي (2014) التي واجهت فيه المسلسلات المحلية أقسى هجوم إعلامي واجتماعي في تاريخها.
بغض النظر عن الأسباب التي أوجدت فتورًا نوعًا ما من متابعة المسلسلات المحلية والخليجية، كنا نود أن نرى خطًا نقديًا مصاحبًا يصحح بعض الأخطاء في مسار العمل الدرامي، حتى لو كان نقدًا انطباعيًا، لأن هذا النوع من (الاستجابة) يعيد النظر في أعمال الإنتاج الدرامي ويجعل أصحاب القرار الدرامي على وعي كامل بأي قرار يتخذونه اتجاه مؤسسات الإنتاج.
واختفاء النقد بهذه الصورة يجعل الأمور تعود إلى ما كانت عليه، عندما كان المنتج لا يرى من يصحح مساره، فينتج (كيفما اتفق) طالما أن المكسب مضمون والناس لا ترى، والعمل الدرامي يمر مرور الكرام.
من جهة طالما بقي الصراع الدرامي في الواقع أقوى وأكثر إثارة وأعنف وأشمل وأعمل، ستبقى الأعمال الدرامية الفنية أضعف، ما لم تكن أقوى فنيًا على مستوى الفكرة والمحتوى والصراع والأداء والتنفيذ، ويمكن للأعمال الدرامية أن تكون كذلك طالما هي من إنتاج الخيال، والخيال لا حدود له، ولكن يحتاج إلى مبدعين على قدرة عالية من التحدي والجدية.
أعتقد أن حلقة (بيضة الشيطان) من مسلسل «سيلفي» الذي تعرضه قناة إم بي سي، قدت لفتت الأنظار، وحفظت شيئًا من مكانة الأعمال الدرامية المحلية، وأسست الحلقة لـ: معيار جديد في عالم المسلسلات هو (الشجاعة) سواء على مستوى الممثل أو على مستوى المنتج أو على مستوى المخرج، وأظنها مرحلة جديدة في هذا المجال، وستكون الشجاعة ـ في تقديري ـ قيمة ملهمة واتجاهًا جديدًا لكل من يعمل في عالم المسلسلات لخمس سنوات قادمة.