مكة المكرمة - واس:
يصطف الصائمون طوابير متراصة أمام محلات بيع «الفول» في مختلف أحياء مكة المكرمة لشراء أطباق الفول الذي يعده أهالي مكة المكرمة سيّد مائدة الإفطار في رمضان، ولا تكتمل دونه السفرة الرمضانية، بوصفه وجبة غنية بالبروتينات المفيدة للإنسان، وموروثًا شعبيًا لأهالي المنطقة.
وتشهد محلات بيع الفول في مكة المكرمة منذ الأيام الأولى من رمضان ازدحامًا كثيفًا لا يهدأ منذ ساعات العصر الأولى حتى قُبيل آذان المغرب، بغية الحصول على طبق ساخن من الفول الذي يحرّكه الفوّال داخل الجرّة أمام زبائنه من أهالي مكة ومن مختلف الجنسيات العربية والإسلامية الذين يصطفون تحت حرارة الشمس المائلة رغبة في الحصول على الفول واللحاق على الإفطار مع الأسرة أو الأصدقاء.
وما يميّز محلات بيع الفول في مكة المكرمة هو «طريقة التحضير» فلكل فوال طريقته الخاصة في إعداد وتحضير الفول، وتستهوي كل طريقة مجموعة من الزبائن الذين يطلبون وضع بعض المواد الإضافية على طبق الفول لزيادة نكهته كالكمون، والسمن البلدي، أو زيت الزيتون، لكن فول الجرّة لا يزال يتسيد رغبات الجميع.
ولم يعد طبق الفول وجبة شعبية تقدم فقط من خلال المطاعم الشعبية، كما يعتقد، بل تتسابق على إعداده أفضل الفنادق والمطاعم الراقية بطرق حديثة تختلف عن ما تقدمه المطاعم الشعبية التي يرغبها عامة الناس الذين يرون أن تناول الفول في المطاعم الشعبية أشهى من مطاعم الفنادق الفخمة.
ويلجأ بعض الفوالين إلى استخدام بعض العبارات الجذابة للفت نظر الزبائن إليهم وسط الزحام الشديد أمام محلات بيع الفول، فيكتب البعض على سبيل المثال «إذا فاتك الفول.. أنا غير مسؤول» للدلالة على الإقبال الكبير على محله الصغير، وهي من العبارات التسويقية الحديثة.