سامى اليوسف
نتفق على أن منتخبنا الوطني قد حقق فوزاً صعباً، وبهدف سُجل في الوقت القاتل من عمر مباراته أمام المنتخب الفلسطيني في مستهل مشواره الآسيوي في التصفيات المشتركة لمونديال روسيا 2018، وكآس آسيا 2019 المقررة في الإمارات.
زادت صعوبة المباراة كونها جاءت في نهاية موسم شاق وطويل، عانى فيه اللاعبون الإرهاق، الذي تسببت مبارياته ببعض الإصابات للاعبين مهمين، يعدون بمنزلة الركائز الرئيسة في صفوف الأخضر.
وبالرغم من صعوبة هذا الفوز إلا أن القادم في المشوار سيثبت أهمية هذا الفوز، وقيمته في مرحلة خطف بطاقة التأهل عن طريق المركز الأول. وليس شرطاً أن يقترن المستوى وجودة الأداء بالنتيجة؛ فالأخيرة هي الأهم في عالم كرة القدم، ولاسيما أن اللاعبين قدموا شوطاً أول تميزوا فيه بالتركيز، والانضباطية، وهدف مبكر سهل الأمور.
لذلك أستغرب من تضخيم مشكلة تباين الأداء واختلافه على مدار الشوطين في هذه المرحلة، والإغراق في جلد الذات بكثرة الانتقاد السلبي للاعبينا، وعدم النظر للنواحي الإيجابية، التي يقف في أهمها سرعة عودة الأخضر للتعديل عن طريق الهداف محمد السهلاوي، وفي وقت صعب وحرج جداً؛ فهذه العودة تحسب للاعبين، وتبرز قيمتهم في صنع الفارق رغم كل شيء.
ما زال هناك متسع من الوقت لتصحيح الأخطاء، والأهم التعاقد مع مدرب يتوازى وطموحنا مع كامل التقدير لعمل المدرب الوطني فيصل البدين، واحترام اجتهاده. والبدين من المدربين الوطنيين الذين نفخر بهم، وهو يسير على خطى عميد المدربين خليل الزياني، والخراشي، وناصر الجوهر.
إن التعامل مع لاعبي منتخبنا، وتقييم لاعبيه، والنظر إلى واقعه بنظارة أو عدسة النادي أمر غير حضاري، ولا ينم عن وعي، أو ثقافة كروية متحضرة، بل يعكس فكراً محدوداً وأفقاً ضيقاً يكرس للتعصب المقيت.
كل التوفيق للأخضر، ودعواتنا القلبية الصادقة بأن يخطف نجومه بطاقة التأهل عن المجموعة، وأن يحظى بدعم ومساندة جميع الرياضيين بعيداً عن ألوان الأندية والتعصب.