نبيل العبودي
لأنه الهلال .. ولأنه الزعيم .. ولأنه مالئ الدنيا وشاغل الناس.. يبقى مختلفا في كل شيء.. حتى وهو يحقق الألقاب والإنجازات والبطولات التي يتزعمها على المستويين المحلي والقاري لابد أن يكون مختلفا عن غيره، فالبطولات تلك لا تأتي كما هي عندما تحضر مع الآخرين والمنافسين.. فمع الهلال والزعامة يكون للحضور شموخ مختلف ومناسبة لا توازيها احتفالية من حيث القيمة والأهمية والمناسبة..
نعم الهلال مختلف عن غيره في كل شيء .. يعلم جيدا متى يكون حضوره إن غاب .. ويعي تماما متى وكيف يعانق الذهب.. ومتى يصالح جماهيره ومحبيه إن هو ابتعد ولو قليلاً عن الذهب الذي أصبح ملازما له ولا ينافسه عليه احد.. فهذه المرة أرادها ايضا مختلفة وهو يخطف اللقب من منافسه التقليدي والمنتشي بلقب بطل الدوري.. ليكون لهذا المنجز طعم آخر ليس كسابقيه فهي ايضا مناسبة فريدة وكأسها يحمل معاني وأهمية بالغة فهو كأس الملك سلمان الحزم الأولى .. فما أجمل ان يكون الفوز به في مناسبة ليست ككل المناسبات والمنجزات والألقاب وإن انضمت اليهم لتزداد واحدة لتأكيد الزعامة ذهبا.
لم يكن الإنجاز الجديد لزعيم البطولات والإنجازات والألقاب عادياً هذه المرة؛ لقد كان إنجازاً مختلفاً في كل شيء.. مختلفاً في توقيته، وفي أحقيته ونوعيته ومكانته وتفرده.. إنجاز الزعيم هذه المرة جاء مختلفاً في كل شيء كما هي عادة الزعيم دائماً وعند كل منجز جديد.. عاد بعد غياب لعامين لتكون عودته بالمنجز الاغلى كأس سلمان الحزم والحسم .. وهل هناك اغلى من هذا المنجز الغالي والنفيس .؟
لقد جاء الإنجاز الـ55 هذه المرة بتحقيقه لكأس خادم الحرمين الشريفين كأس سلمان الاولى ؛ ليكون تتويجاً من نوع خاص وتأكيداً جديداً على أن الزعيم البطل بكل الألوان والأشكال ؛ ليضمها الزعيم إلى أولوياته المتكررة التي دأب أبطاله في أجياله المتعاقبة على التفرد بها منذ أن بدأت علاقتهم بالبطولات والإنجازات؛ لتكون الزعامة عنواناً له.
لقد جاء اللقب الـ55 ويكاد يجمع المتابعون والنقاد على ان هذا الموسم يعد واحدا من المواسم القليلة التي تصنف من المواسم الاسوأ فنيا للفرقة الزرقاء فما بالكم به لو كان بالفعل في أحسن حالاته.
لتكون البطولة الحالية (الخامسة والخمسون) قد جاءت لتؤكد من جديد لغة التحدي التي يجيدها ابناء الفرقاطة الهلالية جيلا بعد جيل.
نعم فالمنجز الـ 55 إنجاز فريد من نوعه بكأس سلمان الاولى سيبقى مدونا باسم الزعيم والزعماء.. سيبقى عالقاً ومعانقاً للزعيم.. إنجاز شهد به القاصي والداني، اللقب الأبرز الذي توج به تلك الزعامة المطلقة لنادي القرن لنصف الأرض.
إنَّ التاريخ الأزرق تاريخ الزعيم لن يتوقف عند هذا الحد فقط؛ بل إن التاريخ والمناسبات والمنجزات تؤكد لنا يوما بعد آخر بأن هذا الزعيم المختلف عن غيره الذي عشقه الكثير والكثير ولا يزال ربما واصل تحطيمه للأرقام القياسية إنْ هو أراد ذلك؛ والمستقبل سيكون فرصة مناسبة لنجومه بعد أن أكدوا تلك الزعامة بعدد المنجزات والبطولات الذي وصل لعدد من الصعب أن يكسر خلال الاعوام والسنين القادمة، فنجومه قادرون على أن يضيفوا لما حققوه من أرقام وألقاب وأولويات متوالية إضافات أخرى؛ فرصيده البطولي رقم صعب لن يصل إليه فريق على مختلف المنافسات، ويكفي نجوم الزعيم تحقيقهم الأهم وهو اللقب الاغلى في موسم ليس بالأجمل له ولعشاقه ومع تلك الظروف القاهرة التي مرت عليه خلال هذا العام إلا ان الفريق الذي اعتاد على الإنجازات والبطولات لا يخشى تلك الظروف ولا يعيرها اهتماما وإن تكالبت عليه الظروف من كل حدب وصوب لأن اللغة الوحيدة التي يتحدث بها وينطق بها هي لغة الذهب والذهب فقط.. لذا فالفريق الهلالي ظهر هذا الموسم بشكل مختلف.. ولون مختلف.. وطعم مختلف.. وأداء مختلف..
حاله حال عشاقه وأنصاره الرقم الصعب (جمهور الفريق الهلالي) الذي كان هو الآخر مختلفاً كما هو الفريق ونجومه.. الجماهير الهلالية هذا الموسم كانت العلامة الفارقة في كل اللقاءات فكانت السند الاقوى له بعد الله حتى والفريق مبتعد عن مستواه الحقيقي, فكأن الهلال وهو يطوف مناطق المملكة يؤكد في كل منها أنه الأكثر والأبرز والأروع؛ فالهلال وهو في القصيم أو الأحساء أو الدمام وكذلك جدة ونجران كانت جماهيره تسجل حضوراً مميزاً وكبيراً،شمالا وجنوباً شرقا وغربا وكأن لسان حالها يقول: «أينما حل الزعيم في أرض فهي أرضه» , فكانت تلك الجماهير هي الرقم الصعب بالفعل حضوراً ومؤازرة وفاعلية وشريكاً رئيسياً في تحقيق اللقب.
ولعل فرحها حتى والفريق يخسر اللقب القاري مع بداية هذا العام وأن الفريق خسر بفعل فاعل كانت على ثقة كبيرة بأن الفريق سيعود هذا الموسم أقوى وبتحد أكبر وأنه حتما سيكون له كلمة الحسم والحزم في البطولات فكان بالفعل ان جاء الرد سريعا من نجومه وأبطاله بالبطولة الاغلى ؛ فكانت تلك الجماهير تسجل أرقاماً قياسية في حضورها مع الفريق في كل المناطق وفي مدرجات الملاعب؛ لتزف في النهاية فريقها ونجومها للقب الـ55 بكل جدارة واستحقاق.
اذا فما الجديد فكأس سلمان لزعيم كل مكان وزمان..