جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس المنطقة العربية ودولها ومن يقيم عليها من الشعب العربي والقادمين إليها للعمل والمشاركة في تنفيذ مشاريع التنمية فيها، بل أيضاً ما يحيط بالمنطقة من دول وشعوب بما فيها التي تزيد اشتعال الفوضى والإرهاب في أرجاء الوطن العربي، فنيران الإرهاب والارتدادات التي شهدتها الدول المجاورة بسبب انعدام الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية عبرت الحدود ومنها ما تجاوز البحار ليصل إلى أوروبا التي يتهددها امتداد العمليات الإرهابية لها.
ويؤكد المختصون والباحثون أن لا أحد أصبح بمنأى عن الإرهاب، دولاً ومجتمعات في ظل عدم وجود استراتيجية عربية، فضلاً عن اتساعها للدول الإسلامية لمواجهة الإرهاب ومحاصرته جدياً وحقيقياً استراتيجية تستهدف القضاء على هذا الوباء وجذوره وأدواته، وليس الاقتصار على تبني سياسة هدفها الدفاع عن مصالح دول معينة دون النظر ولا حتى الاهتمام بالمصالح الإسلامية العربية.
تجاهل وضع استراتيجية عربية موحدة تستهدف ليس فقط تحصين المصالح العربية والدفاع عنها، بل أيضاً الدفاع عن الهوية العربية والأمن القومي العربي وتخليص الدول العربية ومجتمعاتها من العنف والإرهاب والقتل اليومي الذي أصبح يهدد الجميع.
وضع استراتيجية يتطلب صدقاً والتزاماً بالمصلحة العربية، ومستقبل العرب والدفاع عن الهوية العربية والانتماء العربي ومواجهة كل المشاريع غير العربية المشبوهة وحتى التي يدعي أصحابها دفاعهم عن القضايا العربية، فيما يستغلون المجتمعات العربية ودولها لخدمة مصالحهم بل وأطماعهم وتوظيف الشباب العربي للدفاع عن أصحاب تلك المشاريع دولاً وكيانات تؤسس لإمبراطوريات عنصرية وطائفية.
مواجهة الإرهاب بصدق وبتجرد لا هدف إلا خدمة المصالح العربية وتعزيز القيم الإسلامية والإنسانية تتطلب وضوحاً وفهم لما يضعه الأعداء من الخطط التي وللأسف الشديد تنفذ من قبل من ينتمون إلينا.
أولى آيات الصدق والفهم أن تفرز الجماعات والمنظمات والميليشيات التي تمارس الإرهاب وعاثت فساداً في بلداننا وتلك التي التي استدرجت الإرهاب وأججته بالقيام بأعمال إجرامية بعضها إرهابية وأخرى تحريضية دفعت المكونات العرقية والطائفية للرد عليها، التي عادة ما تكون من نفس العمل، تنفيذ عمليات إرهابية حقيقية لا بد من القضاء على كل الطرفين ومحاصرتهم حتى لا تتيح لهم تنفيذ أعمال إرهابية تؤجج الآخرين وتدفعهم للرد بالمثل أو أكثر دموية، ويدخل في هذا السياق كل أعمال التحريض وبالذات ما يتم عبر أجهزة الإعلام وخاصة المرتبة من تلفاز ومقاطع التواصل الاجتماعي وهو ما يبرع فيه الآن ويتوسع به الملا حسن نصر الله الذي أقر بدوره كمحرض طائفي للأعمال الإرهابية التي تستدرج أعمال مضادة من قبل إرهابين آخرين من أمثال أبوبكر البغدادي وغيره من كبار الإرهابين الذين جميعهم مدانون ومجرمون ينشرون الكراهية في المجتمعات العربية وهو ما يفرض شن حرب عليهم لا هوادة فيها لحماية أمتنا العربية ومستقبل أبنائنا.