حمد بن عبدالله القاضي
كلما تأملت فيها وجدتها من أشنع الجرائم الإرهابية.
تلك هي جريمة القديح التي حدثت في مسجد طاهر وفي وطن آمن واستهدفت مصلين عابدين، وأطفالاً بريئين في يوم من أفضل الأيام التي طلعت عليها الشمس!.
تباً للإرهاب فهو لا دين له ولا وطن ولا مذهب ولا عقل ولا رحمة.
لقد بكت المملكة وأبناؤها ومدنها كلها لمأساة بلدة (( القديح )) وأهلنا فيها، فقد ذاق مرارة الإرهاب أبناء الوطن كلهم بكافة مدنه ومناطقه: الرياض جدة/ الخبر/ القصيم/ الشمال/ الجنوب.. إلخ.
إن المستهدف في هذه الجريمة وما سبقها هو هذا الوطن المقدس، وأمنه ووحدته، فهو قلب العالم، وقبلة المسلمين ومحرك العمل في تروس التنمية بالعالم وأي خلل ينال من أمنه - لا سمح الله - يؤثر على كل مسلم، وكل وطن مسلم، بل كل إنسان في هذا الفضاء العالمي.
المنظمات الإرهابية مع الأسف: داعش والقاعدة ومن يقف معهم من الدول التي تدعمهم وتوجههم ترى أن المملكة هي أهم عدو لها؛ فغايتهم الكبرى حسداً من عند أنفسهم: تمزيق هذا الوطن وإثارة الفتنة فيه والنيل من أمنه ليحققوا مآربهم وأطماعهم، وسعيهم للسيطرة على العالم الإسلامي.
ولكن خابوا وخسروا.
منذ بدأت تطل بوجهها الكالح جرائم القاعدة وداعش لم نقرأ أو نسمع أنها قامت بأعمال إرهابية بإيران وإسرائيل!.
لا تفسير لهذا ولا إجابة على هذا السؤال إلا أن إيران وإسرائيل تقف وتدعم وتوجه وتبرمج وتغسل أدمغة منتسبي هذه المنظمات، فنحن نرى أنها لا تبالي - بمن تقتل سواء كانوا عرباً أو أجانب مسلمين أو غير مسلمين سنة أو شيعة في مسجد أو كنيسة، فالدول التي تدعمها تستهدف الأوطان المؤثرة إسلامياً وعالمياً كالمملكة لتوقظ الفتن، وتخلّ بالأمن، وتفرق بين أبناء الوطن لتحقق هذه المنظمات والدول التي تدعمها من أهداف توسعية لتتزعم العالم الإسلامي، لكن خابوا وخسروا.
إذا كان هناك من إيجابية لهذه الجريمة الإرهابية الكبرى فهي أنها جعلت السعوديين قادة وشعباً أكثر تقارباً وحرصاً على أمن أرضهم والتفافاً حول وطنهم وتضامناً مع إخواننا وأبناء وطننا بالقديح.. لقد خيب أبناء الوطن - بحمد الله - ظن وأهداف أعدائنا بإثارة فتنة طائفية، فقد رأينا الوطن واحداً متحداً اتجاه هذه الجريمة.. في المجالس والمساجد، في الجامعات والجوامع والمدارس والشارع.
رحم الله الشهداء من بلدة (( القديح )) العزيزة الذين عُرفوا بالمروءة والشهامة، لقد تحدث شيخنا العلامة حمد الجاسر بكلام جميل في معجم المنطقة الشرقية عن هذه البلدة وذكر ميزاتها وخلائق أهلها الكرام.
حفظ الله كل جزء بوطننا وكل مواطن ومقيم على أرضنا وأدام وحدتنا، ورسخ أمننا ورحم شهداءنا.
أيها الوطن أنت أكبر من كل إرهاب.
ربّ اجعل هذا الوطن آمنا.