عبدالعزيز بن سعود المتعب
في كل جوانب الحياة على تَنوّعها تكون المواقف واضحة لا تقبل التأويل، وكذلك الحلول حاسمة بدقة متناهية أشبه بالقانونية أو معادلات الرياضيات الحديثة والفيزياء، وهذا ما ينسحب على بعض معنى أغراض الشعر إذا ما ابتعدنا قليلاً عن أدوات الناقد المتخصص الفنية وعلم البديع والمعاني، وكل ما له صلة بالبلاغة الأدبية.. واكتفينا فقط بنظرة انطباعية عابرة قد يتفق عليها الكثيرون، وإذا ما تجاوزنا التناول الشامل لأغراض الشعر واكتفينا بغرض الغزل منها فإننا نلمس إيثاراً وإنكاراً للذات بشكل حالم، أبعد ما يكون عن واقع الحياة النمطي بما للناس وما عليهم (إنه الحب وكفى) الذي يُهدى من أجله العمر بأسره وهذه قمة الإيثار المتناهي، يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل:
وآخذ من أيامي لك أيام وأعطيك
وإن راح عمري لك فلا هو خساير
وفي تصوير بارع يخشى الشاعر نايف صقر على أن تُوجع الخناجر من تكرار طعنها.. لا أن يشتكي المطعون من أثر هذا الطعن:
لا تزيد طعوني أوجعت الخناجر
ما بقي عرقٍ بقلبي ما ثنيته
ويستغرب الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن من موقف المحبوب الذي لم يواجه إلاَّ شظيّة فقط في مقابل شظايا بلا عدد في قلب المحب الذي لم يكترث بتأثيرها المضني لأسباب عديدة منها خاطر المحبوب الغالي:
وإن غدى للحب في قلبك شظيّه
وش يقول اللِّي غدى قلبه شظايا
وكل ما سبقت الإشارة إليه قد يتماهى مع مقولة: (ما لا يمكن علاجه يتعيّن احتماله).
what can›t be cured must be endured
وقفة من أوراقي القديمة:
لاجت بك الذكرى تشاغلت مجبور
ما ودِّي أفتح باب صدمة حياتي
كان الزمن له شور وقلوبنا شور..!
ويا ما عصينا الوقت في عمر فاتي
ومن قبل يصبح بيننا ياسه السور
وظروف قِدْم عيوننا.. ما ثلاتي
كانت مشاعرنا الأصيلة لها دور
حتى أوهمتنا بحلم ذاتك وذاتي
ونسينا عوق آمالنا في هكالطور
ومنغّصات قلوبنا المرهفاتي
واللِّي هقى إن الوقت للجرح دكتور..!
ما ذاق كأس أمراره القاسياتي