موضي الزهراني
كان يوماً تاريخياً مميزاً عندما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز --حفظه الله-- الأسبوع الماضي وفداً من القيادات والكفاءات الوطنية ذات الاهتمام الحقوقي من مختلف القطاعات الحكومية والمدنية من الجنسين، وذلك باهتمام من رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان، ومتابعة وإشراف من فريقه المميز في المناسبات الحقوقية المحلية والدولية. وتفضل جلالته بإلقاء كلمته الملكية الحقوقية الشاملة وختمها (بأن المرأة هي المسؤولة عن أسرتها وإعدادها الإعداد السليم، ولم ينسَ حينها جهود المرأة السعودية في بناء وطنها) وبروحه الأبوية العالية وبعد السلام على أعضاء الوفد جميعهم والتعرف عليهم بالاسم والمنصب، كان حواره الأبوي البسيط مع الوفد النسائي عندما تحدث عن وضع المرأة السعودية مبتسماً، وكيف كانت حياتها في الماضي في شقاء، ومقارنتها بوضعها الحالي وما تنعم به ولله الحمد من استقرار ورخاء لا يقارن بجيل الجدات والأمهات اللاتي تحملن الكثير من أجل بناء أسرهن والحفاظ على بيوتهن! لقد كان حوار ملك الحزم البسيط منطلقاً من القلب الأبوي الملامس والمُقدِر لوضع ومكانة المرأة السعودية واهتمامه بدعمها في جميع المجالات، خاصة في المجال الاجتماعي والأسري حيث كان وقت توليه إمارة منطقة الرياض حريصاً كل الحرص على متابعة حالات العنف الأسري ونحن في بدايات عملنا عام 2004م في مجال الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية، ولم ولن أنسى دعمه القوي لنا في هذا العمل الخطير من بداياته، والحساس في تقبل المجتمع له، وذلك لعدم تقبل وتفهم كثير من الجهات لهذا الدور، ولرفض كثير من الأسر هذا التدخل الرسمي خاصة الأسر المُقصرة في حقوق نسائها وأبنائها، لكن اهتمامه شخصياً -حفظه الله- بالقضايا الأسرية التي نرفعها باستمرار من خلال إدارة الإشراف النسائي الاجتماعي بالرياض برئاسة سمو الأميرة سارة بنت محمد بن سعود -حفظها الله- التي كانت حريصة كل الحرص على تواصلها الشخصي معه، فوقف معنا ودعمنا دعماً لا ينسى -حفظه الله- في كثير من القضايا الخطرة، وذلك من أجل اتخاذ قرار لحماية امرأة معنفة، أو إنقاذ طفل يتعذب، أو دعم أسرة مشتتة بسبب عنف أو مرض أو إدمان عائلها، خاصة أننا وقتها بحاجة لهذا الدعم لعدم وجود نظام نستند عليه في تدخلنا لإنقاذ من يلجأون لنا طالبين الحماية وهم في منازلهم يعانون من العنف الواقع عليهم. وها هيلسنوات تمر سريعاً ليقف ملكاً شامخاً أمامنا وبروحه الأبوية وهو يكرر نفس مشاعر والدنا رحمة الله عليه (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) وهو يقول عند ما طلبت منه إحدى الحاضرات دعم النساء السعوديات (المرأة هي الأم، والأخت، والابنة) فهي تستحق منا كل الاهتمام والتقدير.
* وأخيراً.. شكراً لوالدنا ملك الحزم هذا الاستقبال الأبوي الكريم، وحفظك الله لنا حازماً وداعماً ومسانداً.
* وشكراً لهيئة حقوق الإنسان على اهتمامها بهذا اللقاء التاريخي الحقوقي، لأنه أعظم تقدير للكفاءات الحقوقية في الوطن.