د.عبدالرحيم محمود جاموس
معذرة يا قدس..
متعب صوت فيروز..
هذا الصباح..
اشتياق أو حنين..
أو غياب..
***
غاب في صوت..
النداء الحزين..
ذاب في بُحة..
الأذان الأخير..
اختفى في صدى..
الأجراس..
ضاع في تفاصيل..
الحصار..
بين الجدار..
والأسوار..
***
غازلته عصافير..
السنونو..
راودته عند أغصان الصباح..
***
في المساء..
عزفته حناجرُ..
العنادل..
للعائدين..
من الضياع..
***
أوقفه الجندُ..
حاصروه عند أطراف..
النهر..
متلبساً..
متخفياً..
اشتياقاً..
أو حنيناً لشهوة، أو رغبةٍ..
في كسر حصار الصمت..
المخيف..
***
سخر الجندُ..
تمايلوا..
تراقصوا..
دون عشيقات..
أو قبعات..
حين أضلته فتاوى الجهل..
المحنط عند أطياف..
المساء..
الرابض تحت العمامة..
أو بين أفخاد القبيلة..
المتنازعة..
تحت رايات الأنساب..
في زمن الرداءة والبغاة..
***
معذرة فيروز..
بُحَ صوت المؤذن..
خفت صدى الناقوس..
أطفئت أنوار المدينة..
تطاردها الأشباح..
في الأزقة العتيقة..
***
لا يسمع فيها إلا الضجيج..
من نشاز الأصوات..
أو مزيج من عواء..
أو همهمة عويل..
أو نواح أو نباح..
لكلب ضل الطريق..
***
معذرة يا قدس..
ضل صوت فيروز..
طريق النحل..
كالفراشات..
في دوائر الضوء..
اغلقي الأبواب..
احبسي الأنفاس..
ادخلي حجرة..
الانتظار..
***
لا تيأسي..
فيروز قادمة..
لتصلي..
في حضرة الإمام..
الغائب أو المنتظر...!
لا تيأسي..
يا قدسُ..
يا مدينة السلام..
يا درب من مروا..
إلى السماء..!!!!