محمد المنيف
حراك لا يتوقف وفعاليات لا تموت بل تتوالد وتتكاثر.. لأنها في الشارقة التي أخذ حاكمها الدكتور سلطان القاسمي عهداً ووعداً لو لم يعلنه لخدمة الثقافة والمبدعين فيها، فأصبحت أيام وأسابيع وأشهر الشارقة بهذا الاهتمام من حاكم حكيم، لا تتثاءب أو تخلو من مناسبة تجمع أبناء الخليج بخاصة والعالم العربي عامة دون توقف عند هذه الحدود، ليتواصل الحضور والمشاركات إلى العالم أجمع..
وقبل أيام حظيت بشرف تمثيل جريدة الجزيرة لحضور لقاء مارس ككل عام بدعوة كريمة من مؤسسة الشارقة التي تقودها الشيخة حور بنت الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وتدير مشاريعها الثقافية المتنوعة، يأتي بينالي الشارقة أحد أبرز فعالياتها يتبعه لقاء مارس المرتبط بالبينالي.
الشارقة التي لا تمر في شارع من شوارعها، إلا وتجد إعلاناً ذا قيمة في الحجم والجملة المكتوبة والشعار الذي يحمله عن فعالية من فعاليات هذه الإمارة التي تتدثّر بعباءة الثقافة مطرّزة بالعديد من العناوين الذهبية اللون، العميقة المحتوى من شعر إلى خط عربي، وصولاً إلى المسرح وتأطيراً بالفنون الإسلامية والمسابقات المتعددة الأغراض دنيا ودين.
من يعشق الثقافة مثلي ويتعطش لكل جديد فيها خصوصاً الفنون البصرية.. تشكيل أو خط عربي أو تصوير فوتوغرافي أو إبداع في الفيديو آرت ولكل ما يحتضنه رحم الإبداعات الإنسانية، سيجد كل ما يروي ظمأه ويشبع نهمه في هذه الإمارة دون منافس، تفاعل وفعاليات تُقدّر وتحترم كل ما تنتجه وتفكر به العقول المبدعة، عانقت ونافست وتجاوزت قمم الأبنية الإسمنتية التي تشكّلت كالغابات في هذه الإمارة، إلا أن من أوكل ببنائها من الحاكم ثم المسئول ثم المكلف كانوا أكثر وعياً بأهمية بناء جوهر الإنسان قبل التسابق على بناء المكان الذي أيضاً أخذ حقه، فحققوا بذلك التوازي ومعادلة الكفتين.. ولم يتوقف البناء الثقافي في عقول من بالداخل، بل جعل منها حاكمها مثار جذب لكل الأعين والآذان، ومستفزة ومحرضة للإبداع والابتكار.
باختصار، وكمثال لما أشرت إليه أترككم للأهداف التي أُنشئت من أجلها إحدى المؤسسات الثقافية في الشارقة (مؤسسة الشارقة للفنون) كما جاء في التعريف بها في موقعها الإلكتروني، ومنها المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة، لقاء مارس، برنامج الفنان المقيم، برنامج الإنتاج، المعارض، البحوث، الإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية.. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساس الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن. مؤسسة الشارقة للفنون تتلقى تمويلها ودعمها من دائرة الثقافة والإعلام، حكومة الشارقة.
فماذا بعد هذا الإنجاز في إمارة شارقة بإبداعاتها.. الشارقة.