د. محمد بن عبد الله ال زلفة
السلام عليكم وسلام على كل أهلنا في اليمن..
يا زعماء وعقلاء وحكماء اليمن الذين تجتمعون الآن في الرياض من أجل اليمن، إن أنظار كل أهلكم في اليمن وكل أشقائكم في الوطن العربي، وكل محبي وأصدقاء اليمن في كل أنحاء العالم تتجه إليكم معلقة الآمال عليكم ألا تخرجوا من هذا المؤتمر إلا بتبني قرارات تعيد إلى يمنكم العظيم أمنه واستقراره وإخراجه من دوامة الفوضى ومنعه من المزيد من الويلات التي أصيب بها. لماذا كل هذا يحدث في يمن أنتم أبناؤه وأنتم من عرفتم بأهل الحكم والآراء السديدة؟ لماذا كل هذا العبث تعبثه أقلية منكم لا يشكلون أكثر من 10 في المائة من أبناء اليمن، ويصعب أن أقول إنهم من أبناء اليمن لأن أبناء اليمن لا يمكن أن يقوموا بما تقوم به هذه الأقلية من تهديد وتدمير وقتل وتشريد لإخوتهم في الوطن.
يا أبناء اليمن الشرفاء الأحرار الذين عُرفت بلادكم بأنها مقبرة للغزاة، اليوم لم يأتكم غازٍ من خارج بلادكم، بل هناك تلك الأقلية التي باعت نفسها لتكون أداة لغازٍ فارسي لا يريد لليمن خيرا ولا استقرارا ولا سلاما، بل تمكنت هذه الأقلية بما زودها به ذلك الغازي المستتر بالسلاح وشراء الذمم بالمال ليحولوا اليمن ليس إلى مقبرة للغزاة بل إلى مقبرة لليمنين بكل أسف.
ومع ما شهدته اليمن من أحداث وحروب وصراعات على مدى تاريخه ومعظمها مذهبية لم يشهد اليمن مثلما يشهده اليوم من أهوال وقتل وتدمير.
أيها اليمنيون الشرفاء الأحرار إن يمنكم أمانة في أعناقكم فلا تتركوه، فالوقت ليس وقتاً للمنازعات والخصومات والمماحكات والركض وراء تحقيق مكاسب سياسية أو تطلعات لأغراض شخصية أو الدخول في جدل لا يزيد الأمر إلا تعقيداً بل الأمر جلل فأهليكم يقتلون ومدنكم تدمر ومحارمكم تستباح وأطفالكم يشردون وهمم الرجال الشرفاء أمثالكم هم من سيكونون -بعد الله- سبباً لإنقاذ بلادكم وأهاليكم.
أيها الشرفاء الأحرار إن إخوانكم وأهلكم الصادقين من أبناء جلدتكم أبناء جزيرتكم العربية هم أقرب الناس إليكم لأنكم منهم وأنتم منهم، ما يضيمكم يضيمهم، وما يعكر صفوكم وصفو بلادكم هو تعكير لهم، ضعوا ثقتكم فيهم وانسوا أحقاد التاريخ التي زرعها المذهبيون والطائفيون واليساريون والمتشدقون باسم القومية فإنهم لم يكونوا إلا دعاة فرقة وحملة شعارات لشق الصفوف العربية وخلق الإحن والفتن بينها، وما موقف هؤلاء إبان غزو صدام حسين للكويت حينما شجعوه على غزو الكويت التي وقفت كأكبر دولة عربية إلى جانب الشعب اليمني فهم من بنى جامعة صنعاء وفتحوا العديد من المستشفيات وشاركوا اليمن في سرائه وضرائه حينما قال أحد رموز علي عبدالله صالح الناكر للجميل وبلسان المخلوع صالح في خطاب وجهه إلى صدام حسين بأننا نعمل أن تكون لنا أي لهؤلاء الدجالين وباسم الشعب اليمني جيران للعراق وكأن بلاد غيرهم مباحة مستباحة وليس لها أحد يحميها وهم يعرفون أنها بلاد وحّدها أبناؤها بدمائهم الزكية، أي منطق كان الزعيم المخلوع وأعوانه يتعاملون مع جيرانهم؟!
إن هذا الخطاب يحمله الحوثيون ويكررونه ولكن لا أن يكونوا جيرانا للعراق بل جيراناً لإيران هذه أمانيهم وهذا خطابهم.
أيها الشرفاء الأحرار إن أهلكم وجيرانكم وأشقاءكم يتطلعون إلى خلق يمن جديد ليس في قلوب أبنائه حقد أو غل على من هم أحرص على سلامة اليمن من بعض اليمنيين أنفسهم.
أيها الشرفاء الأحرار لم ولن تكونوا وحدكم في مواجهة محنة اليمن التي فرضها نظام المخلوع صالح وعملاء النظام الطائفي الصفوي الذين امتلأت قلوبهم حقداً على كل ما هو عربي بل سيقف معكم إخوانكم وأهلكم أبناء مجلس التعاون ليس فقط للقضاء على هذه المحنة حينما تحط الحرب الحوثية ضد الشعب اليمني أوزارها مدحورة -بإذن الله- وما ذلك ببعيد بل وفي قادم الأيام القريبة -بحول الله- لإعادة بناء وإعمار اليمن ودعم اليمن بكل الإمكانات ليعود اليمن سعيداً كما كان يطلق عليه. ولكن تحقيق ذلك مرهون بما ستحققونه في مؤتمركم هذا.
أيها الشرفاء الأحرار أثبتوا للعالم وأعلنوا في كل الآفاق وطمئنوا شعبكم اليمني العربي الأبي أنكم عائدون إليه بعد مؤتمركم هذا وأنتم تحملون له البشر والبشرى مسنودين بقوة أهلكم وإخوانكم في مجلس التعاون وبوقفة العالم كله معكم من خلال قراراته الدولية التي لم تترك للغازي الصفوي وأدواته الحوثيين من أمل في تحقيق شيء من أهدافهم.
أيها الشرفاء الأحرار إن العالم كله يتطلع إليكم وإلى ما أنتم فاعلون من أجل يمنكم المنكوب فكونوا محل ثقة العالم بكم ليكون الله معكم.. والسلام.