يوسف بن محمد العتيق
في عالم يموج من حولنا بفتن وأزمات وحروب وكوارث من العيار الثقيل يجد المتابع أن بيت الحكم السعودي، وفي ظل هذه الأزمات يتعامل مع قضية الحكم وتسلسل المواقع القيادية في بيت الحكم يمر بسهولة وانسيابية محل تقدير كل من يتابع ذلك.
السر في ذلك هو أن كل من تأمل في تاريخ بيت الحكم السعودي الطويل يجد أن السمة الأبرز في قادته وكباره هي الاستفادة من التاريخ ومعرفة أسباب استقرار الشعوب للعمل به، ومعرفة أسباب تهافت المجتمعات لتجنبه. ولنأخذ مثلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فقد قرأ في التاريخ واقتنى المؤلفات التاريخية مطبوعها ومخطوطها وناقش مؤلفيها، فيندر أن تجد مؤلفاً تاريخياً يوثق لتاريخ هذه البلاد وإلا ولمؤلفه موقف مع خادم الحرمين يناقشه في جانب تاريخي في كتابه أو ينبهه على أمر يستوجب التنبيه.
لذا تجد القادة الأكثر علماً بالتاريخ هو الأقدر على التعامل مع الأزمات والنوازل وأن الشعوب الواعية بتاريخها هي أكثر الشعوب تماسكاً واستفادة من دروس الماضي.. التاريخ مدرسة تعطي الدول والشعوب الاستقرار.. فلننظر في تاريخنا قبل عقود يسيرة وكيف كنا وكيف أصبحنا..؟.