لبنى الخميس
1 - لا تتوقع شيئًا.
يقول الكاتب الإنجليزي شكسبير: أنا سعيد، أتدرون لماذا؟ لأني لا أتوقع شيئًا من أي شخص، التوقعات دائمًا تحبط. راقب أفكارك ستجد أن كثيرًا منها تحوم في فلك التوقعات من الحياة والأشخاص وكأنهم يدينون لك. نحن نتوقع الكثير من شريك حياتنا، وأصدقائنا، وحكوماتنا، ومن أبنائنا، وكثيرًا ما يتعارض واقعنا مع تلك التطلعات، فنصاب بالصدمة، وننكمش على أنفسنا لنداري خيباتنا، محتجين على عدم إنصاف الحياة ولا عدالتها.
2 - احلم، أحلاماً كبيرة.
نكبر وفي داخلنا طفل جامح يؤمن بأنه سيغير العالم ويجعله مكانًا أفضل، حتى يهمس له فرد غاضب ومحبط «أنت مصدق نفسك؟» أو يثبط عزيمته مجتمع يخاف التغيير، فتتحطم أحلامه، وتتحول إلا أماني مبعثرة ومكررة: بيت، سيارة، زواج، ووظيفة آمنة. هؤلاء يمثلون النسبة الكبرى من البشر، أما الاستثنائيون فلا يزيدهم تشكيك الآخرين إلا يقينًا، عزيمة على تحقيق أحلامهم مهما بدت مهيبة ومخيفة، فكما يقول المثل: «إذا لم تخفيك أحلامك، فهي ليست كبيرة كفاية». ولنا في طموح عمر بن عبدالعزيز عبرة إِذ قال: «لي نفس توّاقة، تاقت لفاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فتوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، ولي نفس تتوق إلى الجنة فاللهم اجعلني من أهلها».
3 - لا تتوقف عن القراءة مهما بلغت من العمر.
القراءة رديف التطور، إذا لم تقرأ ستجد نفسك عالقًا في نقطة قصية عاجزًا بعدها عن التقدم، العالم ينتج ويبدع ويبتكر كل لحظة، وأنت تقتات على الفتات، لا أنت بجاهل ولا أنت بواعٍ، لا تعرف الماضي، ولا تدرك المستقبل، تقف في نقطة مزعجة في المنتصف، عاجز عن خوض حوار ثري، أو مشاركة معلومة مختلفة، أو صياغة جمل بليغة. أقرأ كل يوم ولو مقالاً قصيراً، ولا تودع نفسك الفراش قبل أن تضيف إلى مخزونك الفكري معلومة، أو قصيدة، أو حكمة، أو فكرة، حتى لا تمر سنوات قادمة وتجد أن دورتك المعرفية متعطلة، لا تسعفك للمضي في طريق التَّميز والنجاح.
4 - اعلم بأنك قد تكون الأول.
ينقسم الناس أمام الأفكار إلى قسمين: قسم وهو الأغلبية يهوى الانتقاد والتحبيط وتصيد السلبيات في الأفكار، والقسم الآخر، جرئ خلاق ويؤمن بالفكرة الجديدة، وأمام التيار الأول قد توأد أفكارك المبدعة، وذلك لأن تثبيط الآخرين طبع أصيل في الإِنسان، كونه مخلوقًا محافظًا بطبعه يخشى المجهول ومخالفة السائد، ويرتاح للمألوف والمعتاد، ما يفسر ندرة العباقرة والاستثنائيين في عالمنا، فالناجحون فقط هم من يملك الثقة والجرأة بأن يسيروا في الدروب الجديدة مهما بدت وعرة ومبهمة المصير، لذا لا تخشى بأن تكون أول من وطئ هذا الطريق وسجل أول خطواته على التاريخ.
5 - افعل شيئًا إيجابيًا كل يوم.
دقائق قد تقضيها بالحديث مع حارس عمارتك لتسأله عن وطنه وأهل بيته، أو نصيحة عابرة قد تعطيها لقريبك المراهق، أو تغريدة ثرية تشاركها مع العالم على ضوء فيلم وثائقي شاهدته أو معلومة مثيرة التقطتها، قد تغير مسار حياة شخص على نحو لا تتوقعه، فلا تتردد في عمل شيء إيجابي كل يوم مهما بدا تافها وغير ذا جدوى، فتلك الطاقة الإيجابية التي تمنحها للآخرين سوف تلاحقك وتصيبك بالعدوى.
6 - أبدأ بالعيش.
الحياة في الحقيقة ليست بروفة، بل هي ما يحدث لك وأنت مشغول بإعداد الخطط. كثير منا يعيش بانتظار يوم قص شريط الحياة والدخول الرسمي في معتركها، إما بعد التخرج أو الترقية أو الزواج أو الانتقال لمنزل جديد، ناسيًا أن تلك الأيام والشهور التي تمضي هي حياته بالفعل بكل ما فيها من لحظات غالية لا تكرر. الحياة طريق لا محطة.
أخيرًا
7 - ركّز:
يقول الدكتور صلاح الراشد: «لديك قدر من التركيز، لو شغلته بالتوافه فلا مكان للعظائم» لديك 24 ساعة في يومك لو ركزت بها على ما لا تريد في حياتك مثلاً: القلق، المرض، الفشل، عدم الاستقرار وغيره، فأنت بالضرورة تجاهلت ما تملكه، وما تريده في الحياة حقًا من صحة، ونجاح، وثراء، واستقرار أسري، وبالتالي يصعب الوصول لأهدافك الحقيقية. والأمر نفسه ينطبق على الشعوب والأمم، التي تنشغل بالتوافه من الخلافات والصراعات، الدينية والمذهبية والاجتماعية، عن التفرغ للتعليم والبحث العلمي والتخطيط وبناء الإستراتيجيات المستقبلية لمجتمعات ناهضة وأمم سعيدة ومنتجة. التركيز ليس فعلاً فردياً فحسب، بل وعي شعبي وازدهار اجتماعي.