عبدالله العجلان
كتبت الأسبوع الماضي تحت عنوان (للحزم بقية)، عن واقعنا الرياضي المتشنج ودور بعض البرامج والمطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي، في نشر وتكريس ثقافة الإيذاء والتعصب والكراهية بين أفراد المجتمع الواحد، وتأجيج وتهييج الجماهير المشحونة أصلاً، وعن ضرورة التصدي بحزم لكل من تسول له نفسه التطاول والتأثير على تماسكنا ووحدتنا وتشويه صورة بلدنا، للأسف الشديد لم يمر على المقال سوى أربعة أيام ليحدث ما تخوفت منه وبشكل أسوأ وأقسى، فسمعنا هذه المرة لغة متهورة مفجعة تتحدث عن أبناء الوطن بمفردات عنصرية خطيرة تزيد وسطنا الرياضي والإعلامي تعقيداً، وأين؟ في القناة الرياضة السعودية الرسمية..!
الآن وقد أصبحت مخاوفنا حقيقة ملموسة، وأن ما كنا نردده ونحذر منه طيلة السنوات الأخيرة الماضية بات أمراً واقعاً ستتبادر للأذهان الأسئلة التالية: من المسئول عما يجري؟ ومن المستفيد؟ ولماذا تستمر وتتصاعد دون أن نلمح أية ردود أفعال رسمية أو قرارات رادعة تمنعها أو على الأقل تحد منها؟ ما سر عدم إقرار أنظمة ولوائح تضبطها؟
بداية لابد من إيضاح أن السبب الرئيس والمصدر المؤثر في هذا الاحتقان هي البرامج الرياضية، وخصوصاً تلك التي لديها حسابات وأجندات يفرضها ويتحكم بها ميول مسيريها، وبالتالي لا تنتظر منها غير التسطيح والتعامل مع الأحداث بمعايير مزدوجة ظالمة وغير منصفة، تفتقد للمهنية والمصداقية وتهتم باستقطاب من يشاركها التشجيع أكثر من اهتمامها بنجاح برامجها ..
شخصياً لا تهمني ولا تعنيني القنوات التجارية، فهي تمثل نفسها وإثمها على ملاّكها، وإنما ومعي الكثيرون نتألم من أن يحدث هذا في قناة الوطن الرسمية، والتي من المفترض أن يراعي القائمون عليها معنى وقيمة أنها تحمل اسم وشعار المملكة العربية السعودية، وأن ما يبث فيها يجب أن يجسّد سمعة ومكانة الوطن، ويلبي آمال وطموحات عموم المشاهدين، لا أن تختزل هذه كلها لتكون تحت تصرف فئة بعينها، هي من ترسم سياساتها وتقرر وتخطط وتحدد توجهاتها ، وما حدث قبل أيام لم يكن مفاجئاً لمن يعرف حقيقة ما يدور في أروقة القناة، وهو بالضبط نتاج أفكارها ومستوى إدارتها، ولا أستبعد أن تكون الحلقة (القضية) مدبرة ومخطط لها أساساً لخدمة طرف على حساب آخر، وتحسين صورة شخص أخفق في مداخلة سابقة، فكانت النتيجة السقوط المريع بسبب التمادي واللامبالاة واستغلال ضعفها وسوء نواياها..
من جديد نعيد ونكرر، وبعد أن تجاوز الوضع هموم الرياضة وصراعاتها، وحتى لا تتطور الأمور إلى ما هو أكبر وأخطر، فإننا نجدد مطالبة المعنيين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام، بتحمل مسؤولياتهم والتدخل سريعاً ًبلا تسويف لإيقاف هذه الفوضى المربكة والعبث المدمر لاستقرار الوطن وعقول أجياله، وتعطيل برامج تنميته ومشاريع بنائه ..
من الآخر
· الجميع بمختلف فئاتهم وتياراتهم واهتماماتهم استشعروا خطورة ما يطرح في كثير من البرامج الرياضية، ومع هذا لم يحرك أصحاب الشأن ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيهم أو أنهم يؤيدونه ويباركونه..!
· في القنوات الإماراتية والقطرية وغيرها من القنوات المحترمة، يناقشون بفكر واحترافية وعقلانية قضايا حاضرهم للارتقاء بمستقبلهم، بينما قنواتنا تفرغت لسواليف زمان وللحديث عن شكليات تافهة وألقاب مضحكة، من الأصفر الصغير والأصفر الكبير؟ ومن جدة وبحر، الأهلي أم الأتي؟
· المواجهات المتبقية التي ستحدد مسار البطولة ومصير أكثر من فريق في دوري جميل، لا تحتمل أدنى الأخطاء من الحكام الأجانب قبل السعوديين، وأقول الأجانب لأن أخطاء بعضهم الكوارثية صارت تتزايد بشكل مزعج مؤثر على نتائج المباريات..
· لإيجاد المزيد من التناغم والانسجام والتجانس في الرؤى والأفكار، أتمنى من الطائيين أن يعتمدوا في حالة اختيار رئيسهم القادم بالانتخاب أسلوب القائمة للرئيس وفريق عمله، بمعنى أن الرئيس لا يتقدم باسمه فقط وإنما بأسماء كامل أعضاء مجلس إدارته..
· بالمناسبة .. لن ينسى الطائيون إخلاص وتضحيات وبذل الرئيس خالد الباتع, وعدم صعود الفريق لا يلغي دعمه وإسهاماته ونجاحاته الإدارية ودوره في إعادة الهدوء والاستقرار للنادي، فشكراً له ولجهد وعطاء زملائه ..
· لم يكتف الجبلين بالصعود لدوري الدرجة الثانية، بل توج تفوقه بتحقيق درع البطولة، ما يؤكد أنه يسير إدارياً وفنياً بقيادة الوفي الراقي الرئيس فهد الموكاء في الاتجاه الصحيح، وأنه مؤهل بقوة للمضي إلى ما هو أبعد، وبما يتناسب مع مكانته وعراقته وشعبيته وطموحات أنصاره الكثر..