د.دلال بنت مخلد الحربي
أشعر بالملل وأنا أكتب في هذا الموضوع من كثرة ما كتبت فيه وما كتب فيه غيري دون أن تكون هناك أي مظاهر تمت لمعالجته والحد من أخطاره. بل إن ما يلاحظ هو تفاقمه مع مرور الوقت بحيث لم نعد نعرف من هي الجهة المسؤولة.
ما أشرت به سابقاً أقصد به مشكلة المرور وما أثار الموضوع في ذهني من جديد هو الخبر الذي نشرته صحيفة مكة في عددها 450 بتاريخ 18-6-1436هـ من أن الأستاذ الدكتور اليكسندر نورباش قد تقدم بورقة في المؤتمر السنوي الأول لمستجدات البحث العلمي في الطب والعلوم الطبية بجامعة الدمام وأشار في الورقة أن معدل وفيات الحوادث المرورية في السعودية تماثل ضحايا الحروب، كما أن معدل وفيات الحوادث في السعودية بلغ 100 لكل 100 ألف نسمة سنوياً في حين لا يتجاوز هذا المعدل في ولاية بوسطن الأمريكية 13 لكل 100 ألف سنوياً. وقد دعا الباحث الأمريكي إلى أهمية وضع إستراتيجية وطنية تفرض إتباع قواعد السلامة في قيادة المركبات والالتزام بحزام الأمان الذي يقي من إصابات الرأس الناتجة من الحوادث المرورية..
وما ورد في الكلام السابق هو على درجة كبيرة من الخطورة وهو يؤكد على أغلب الطروحات التي نشرتها الصحف والمجلات منذ فترة طويلة ففي كل يوم تقريباً نجد أن هناك شكوى من المرور من كتاب وقراء ومتابعين وتنصب هذه الشكوى في هذه الفوضى العارمة في السير وعدم احترام الوقوف في المكان الصحيح والسرعة الزائدة في الأماكن التي لا توجد فيها كاميرات ساهر، و التجاوز والانتقال من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وغير ذلك.
كل ذلك منذ فترة طويلة لا نشعر بحدوث أي تراجع في حركة السير والمرور، وفي المقابل نقرأ ونشاهد عن تطور أجهزة المرور ومن أحدثها خبر استخدام أجهزة لمراقبة الوقوف الخاطئ ونعجب ونحن نسير من الوقوف الخاطئ في كل مكان وبدون استثناء في الطرق الرئيسية مثل طريق الملك فهد والملك عبدالله والتخصصي دون ما يوحي بالخوف من المراقبة..
كما أنه قبل فترة عقد أسبوع المرور الخليجي ولا ندري ما هي الفائدة التي عاد بها على النظام وفرضه.
نتمنى إذا كان ما ذكره إليكسندر نورباش غير صحيح أن يتم الرد عليه من الجهات المسؤولة وإذا كان فيه شيء من الصحة فيجب أن تؤخذ المعلومات التي أوردها بمأخذ الجد وتدرس الدراسة الصحيحة لتكون وسيلة من وسائل الشروع في وضع إستراتيجية فاعلة تكبح من فوضى السير في الرياض وغيرها إن كانت تماثله..