سلطان المهوس
فترة وجيزة وتتشكل قيادة العالم الكروي بعد ولادات سهلة لتفرعاته، حيث وجد بلاتيني الباب مشرعاً أمامه قائداً للكرة الأوربيـــــة (2007- 2019)، فيما كان الشيخ سلمان الخليفة مطمئناً للركود الآسيوي ليتوج برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالتزكية (30 إبريل القادم) (2013-2019)، فيما كان العجوز الإفريقي أو ما يمكن وصفه بساحر اتحادات (الكاف) الكاميروني عيسى حياتو -وهو بالمناسبة لاعب كرة سلة ولم يمارس كرة القدم أبداً- يبصم على فاعلية سحره بتزكيته رئيساً للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (1988- 2019)، وهو الأقدم في العالم على الإطلاق..!!
المثلث الأوربي (53 صوتاً) الآسيوي (47 صوتاً) الإفريقي (54 صوتاً) يمثل رأس حربة الانتخابات القادمة دولياً (101 صوت) من أصل (209 أصوات)، حيث يسعى بلاتر لإقصاء منافسيه الأردني علي بن الحسين والبرتغالي لويس فيغو والهولندي ميكايل فان براغ من الجولة الأولى، متربعاً على كرسيه لأربع سنوات مقبلة (1998- 2019).
اللافت أن حزب بلاتر العالمي هو من يتولى السلطة الكروية بالقارات المنضوية للفيفا («الاتحاد الآسيوي لكرة القدم AFC» و»الاتحاد الإفريقي لكرة القدم CAF» و»اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي لكرة القدم CONCACAF» و»اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم CONMEBOL» و»الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA» و»اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم OFC»).
خطط بلاتر طويلاً لتلك اللحظة جيداً، لذلك أرسى قواعده الخارجية بهدوء تام فوصل حليفه الأوربي ومستشاره بلاتيني بالتزكية وخادمه المطيع بإفريقيا حياتو كذلك ومؤيده التام آسيوياً سلمان الخليفة باكتساح ثم تزكية، وبعدها اطمأن أكثر بوصول صديقه خوان نابوت من باراجواي لولاية أخرى قائداً لاتحاد جنوب أمريكا (10 أصوات)، وقبلها احتفل بطرد مؤيد بن همام (2011) جاك وارنر ليحضر تنصيب جيفري ويب رئيس اتحاد جزر كايمان رئيساً لاتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي الكونكاكاف - (35 صوتاً)، أما دافيد شونج رئيس اتحاد أوقيانوسيا فقد أعلنها صراحة أن كل اتحاداته الأحد عشر ستصوت لبلاتر لإدراكه التام بقوة بلاتر واهميته لبقائه..!!
اختلف مع زميلي سعد المهدي حينما وصف عبر مقاله بصحيفة الشرق الأوسط بأن بلاتر وحياتو وبلاتيني يديرون عالم كرة القدم ويتحكمون فيه، فالواقع يؤكد أن بلاتر هو الرأس الظاهر فقط لمنظومة لا نعرفها وأن الباقين مجرد أدوات، بدليل أن كل حلفاء بلاتر يتربعون على كراسيهم بالتزكية حتى الموت، وإن حصل فيفوزون بالانتخابات بفارق تاريخي، ومن يحاول الخروج عن الطريق فمصيره الإبعاد (جاك وارنر وابن همام مثلاً..)، ولذلك يبقى رؤوساء الفيفا فترات طويلة لأن المجموعة الخفية تريد رأساً لا يتغير لضمان عدم إرباك حساباتها..
الفيفا منظومة تدير مليارات الدولارات وتعطي الفتات فقط لحلفائها، رافعة العصا بوجه كل من يعصي الأوامر حتى لو كانت العصا ظالمة كما حصل مع ابن همام الذي برأته أعلى محكمة بالعالم (الكاس)، لكن الفيفا أوقفه مؤقتاً بعد براءته تحت دعوى التحقيق بخروقات مالية آسيوية..!!
هذا الاستبداد العلني وراءه مجموعة كبيرة وخطيرة تديرة باسم كرة القدم، وليس للعجوز حياتو أو الجديد بلاتيني دور في أن يوصفا بأنهما يتحكمان بعالم كرة القدم مع بلاتر..!!
يمكن الرجوع لكتاب (FOUL ) للمؤلف البريطاني أندرو جينينغز أو كتاب
How They Stole the Game للبريطاني ديفيد يالوب، والذي قاتل الفيفا لمنع طباعته بأوربا بل رفع قضية بذلك وخسرها، لنعرف حجم الفساد الذي يطغى على هذه المنظمة، وعند اقتراب أي انتخابات يتنامى الفساد والطغيان ليكون سكيناً تنحر كل الحادين عن الطريق ..!!
في آسيا كما إفريقيا مجموعة تتلذذ فقط بخطاب شكر من بلاتر أو إهداء علم الفيفا مع صورة تذكارية معه مع تسهيلات بالأنظمة المحلية وصمت عن الخروقات مقابل الانصياع والورقة الانتخابية ..!!
لذلك ظلت آسيا وإفريقيا (مثلاً) الرقم البسيط في حسابات بطولات الفيفا، فبطولة العالم للأندية لابد أن يلعب الفريق الآسيوي والإفريقي مباريات أولية بينما الأوربي مباراتين ويخطف اللقب..!!
أما بكأس العالم فمقاعد آسيا (أربعة مقاعد ونصف مقعد) وإفريقيا (خمسة مقاعد) لم تتغير وهي أشبه بـ (المأساة)، إذ إن قيمة المشاركة تتضاءل لكثير من المنتخبات الطموحة بسبب التعسف الدولي، الأمر الذي أوجد حالة من الإحباط الأفروآسيوي لدرجة وصلت معها القناعات بأن ارتفاع المقاعد لن يطور شيئاً بل زيادة بالنكبات النتائجية، وهو أمر مرفوض واقعاً..!!
الأمر الآن في عهدة جلادين يديرون عالم الكرة وفق مصالح محددة ليس بينهم أحد نعرفه بوضوح تام سوى رأس الأفعى السويسري جوزيف بلاتر والذي لا يمل من قتل خصومه بأي طريقة كانت..!!
هل يوجد أمل بهزيمة بلاتر أمام منافسيه..!!؟
نعم إن كان هناك أكفأ منه بتطبيق المسار لوقت طويل..!!
النزاهة... برواز كوميدي لكل المرشحين..!!
لا تصدقوهم ..!!
قبل الطبع
كل أحمق يستفيد من أرباحه ولكن الذكي من يحول خسائره إلى أرباح..!
(بوليثو)