محمد الشهري
لا جدال في أن وسطنا الرياضي بات يعج بالمشكلات، وبالأفعال وردود الأفعال، وأنه كلما لاحت بارقة أمل حول تجاوز العقبات والبواعث التي تعيق استعادة رياضاتنا لشيء من وهجها وحضورها الدولي والقاري والإقليمي، مُنينا بنكسة تعيدنا إلى المربع المحبط الأول؟!.
ذلك أن من يراقب ويتابع سير العمل المنوط بالمرجعية وما يتفرع عنها من لجان ودوائر وتخصصات، سوف لن يجد صعوبة في استجلاء مواقع الخلل، ومكامن الداء؟!.
ميدانياً - أي على البساط الأخضر - الأمور تسير وفق قدرة كل طرف في الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من أدوات وعوامل التأثير الخارجي ومن ثم توظيفها في تحقيق مكاسبه، وقد تجلّى للعيان مفعول هذه التدابير خلال الموسم المنصرم وما مضى من موسمنا الراهن الذي شارف على النهاية؟!.
المستفيدون الذين تذوقوا حلاوة الاستثمار في عوامل الفوضى والوهن الإداري، كرّسوا جهودهم في سبيل رفع معدل الاستفادة من هكذا تدابير بأن جرّدوا البساط الأخضر من مفعوله وإثارته الفنية المفترضة، وحوّلوه إلى صخب وضجيج وإثارة خارجه، وقد نجحوا في مساعيهم تلك من خلال السيطرة على أكبر قدر ممكن من وسائل الإعلام ومن ثم توظيفها لخدمة أغراض المستفيد المسيطر عليها ؟!.
إدارياً حدّث ولا حرج.. فالحديث عن (الفساد) أضحى أسهل من الحديث عن (رمية التماس) غير المحتسبة، وهلم جرا؟!.
(اليونسكو) لا تعنينا؟!
قلت مراراً وتكرارا، وقال غيري من زملاء الحرف مثلما قلت وأكثر، إن اختطاف وسائل الإعلام والسيطرة عليها، ومن ثم توجيهها وتسخيرها فقط لخدمة طيف، أو لون، أو طرف محدّد أو معيّن، في مقابل تهميش باقي الواجبات التي يفترض أن يضطلع بها الإعلام المهني والأمين، إنما يمثل انحدارا مريعاً للقيم والمبادئ الإعلامية، ولا سيما ذلك الإعلام الذي ما انفك يتشدّق بالمهنية والحياد، والحرص على خدمة المجتمع الرياضي ومكتسباته خصوصاً، والمكتسبات الوطنية عموماً؟!.
هنا لسنا بحاجة إلى رصد أو سرد كَمّ المكتسبات التي تخاذل الإعلام الموجه في القيام بواجبه المفترض تجاهها، وتحديداً خلال السنوات الأخيرة التي شهدت أسوأ حالات الانحراف الإعلامي عن الجادة الصحيحة؟!.
وسأكتفي بالتوقف قليلاً عند آخر الأمثلة في هذا الصدد:
ففي بحر الأسبوع الماضي وقّع (الهلال السعودي) عقد شراكة مع واحدة من أكبر المنظمات الدولية وأكثرها حضوراً وشهرة على مستوى العالم، هي المنظمة الأممية (اليونسكو) المعروفة بأدوارها وتخصصاتها العظيمة لخدمة المجتمعات.. والتي اختارت الهلال كرابع الأندية العالمية التي تتشرف بالشراكة معها.
ورغم ما لهذا الحدث العالمي من أهمية كبرى، سواء على المستوى القاري والإقليمي والمحلي، أو على المستوى الدولي والعالمي كمنجز.. إلا أن الإعلام إياه ظل منشغلاً ببعض التفاهات كالعمل على تبرئة ساحة (حسين) من تهمة (خربشة) (سيف)، في حين مر الحدث (الوطني) الكبير وكأن الأمر لا يعنينا كسعوديين!!.
المؤسف أن الأمر الذي أجزم بأنه كان سيحدث، هو الاختلاف الكلّي في كيفية احتفاء وتعامل إعلامنا مع الحدث ذاته، سواء من قِبل تلك الشريحة التي انشغلت عنه ببعض الترهات كما أسلفت، أو الأخرى التي مارست (وضعيّة الميت) لو أن الذي حصل على هذا الشرف أحد الأندية الشقيقة من الإمارات أو قطر مثلاً، ولقرأنا المعلقات المدائحية التي تشيد بالإنجاز، ولا بأس من ذرف شيء من الدموع تحسراً على حالنا، وتساؤلاً عن أسباب عدم حصولنا على مثل هذه المغانم الدولية المعتبرة؟!.
أو أن الذي نال هذا الشرف أحد أنديتنا التي تحظى بالرعاية اللامتناهية لهذا الإعلام اللامتناهِ (الصُفرة)؟!!.
تنويه واعتذار:
اعتذر للقراء الكرام بشدّة عن (التخبيص) الذي حدث - من قِبلي خطأً - في مواد مقال الأسبوع الماضي، حيث تعرضت الفقرة الأولى الرئيسية للمقال لحالة من التداخل الذي أدَّى بالتالي إلى تجزئتها، جزء جاء في موقعه الصحيح، والجزء الآخر جاء في ذيل الزاوية.. أكرر الاعتذار.
كبسولة:
للمصاعب رجال، وللسوالف رجال
والمواقف تحدّد شكل هذا وذاك
ما هو الثوب ولاّ البشت ولاّ العقال
الذي يقنع أهل العِرف عن مستواك