محمد السياط
عبارات الأسف التي أطلقها وكررها سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، حينما قال لدى استقباله فريق الأهلي بطل كأس ولي العهد: «يؤسفني جداً أن أقول إن المملكة تطورت في كل المجالات إلا في الرياضة، مع كل أسف». وقال أيضاً: «يجب أن يواكب إنجاز الرياضة إنجاز الإنسان السعودي، وإذا ما أخلصنا العمل والنوايا فليس هناك شيء مستحيل». هذا الرأي لسموه يتطابق مع رؤية اللورد البريطاني سبستيان كو رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة سي إس إم ورئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن عام 2012م وأحد أبرز وألمع العدائين العالميين في وقت مضى، الذي شارك بورشة العمل التي نظمتها اللجنة الأولمبية السعودية حينما قال: إن الرياضة السعودية تحتاج للكثير، ويجب العمل بشكل كبير خلال الفترة المقبلة من أجل تحقيق النجاح.
وأشار إلى أربعة عناصر لتحقيق التميز، هي الإدارة الجيدة والمدربون المتميزون والتوجهات الثقافية والسياسية ومستويات التمويل.
هناك توافق كبير بين الرأيين، وأهم ما فيهما الإدارة الجيدة والمدربون المتميزون، وهو ما أشار له الأمير خالد حينما نادى بإخلاص العمل والنوايا، وذلك من خلال اختيار القيادات الرياضية المتميزة المخلصة والناجحة لكل الاتحادات الرياضية والعاملين فيها بعيداً عن الأهواء الشخصية والميول الخاصة التي أودت برياضتنا كلها، وبكرة القدم على وجه الخصوص، إلى مستويات متدنية للغاية. ومن الطبيعي أن تكون مخرجاتنا الرياضية وإنجازاتنا ضعيفة للغاية ولا تواكب إنجاز الإنسان السعودي؛ لأن المصلحة الخاصة غلبت على المصلحة العامة لدى بعض العاملين في المجال الرياضي؛ فكانت النتيجة أن انهارت الرياضة السعودية، وفي مقدمتها كرة القدم، بعد أن حققت في وقت مضى مكانة متميزة، كانت مدعاة للفخر والاعتزاز بالنسبة لنا.
لقد تراجعت الألعاب الرياضية لدينا بشكل غير مسبوق بعد أن كانت أفضل بكثير في وقت سابق. وأسباب ذلك بالدرجة الأولى إهمال رؤساء الأندية لهذه الألعاب؛ إذ انصب اهتمامهم على كرة القدم فقط؛ فكان أن استنزفت لعبة كرة القدم ميزانيات الأندية، وأغرقتها بالديون. وهذا كله على حساب الألعاب المختلفة، حتى أن المكرمات الملكية التي مُنحت للأندية ذهبت لمصاريف فرق كرة القدم. وهنا كان حرياً بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية أن تضع نظاماً وقيوداً لصرف هذه المكرمات بدلاً من أن تضيع هباءً منثوراً على صفقات فاشلة للاعبين ومدربين في كرة القدم على حساب التزامات أخرى، كان يجب على الأندية مراعاتها، وأن تأخذها بعين الاعتبار..!!
إنَّ المرحلة القادمة تتطلب العمل بشكل كبير، مع ضرورة تحديد الأهداف والرؤى من أجل ضمان تحقيق النجاح والنهوض بالرياضة السعودية، بما فيها كرة القدم، بعد أن تراجعت بشكل مزعج للغاية، وبشكل لا يتواكب مع مكانة المملكة وطموحاتنا وإمكانياتنا، وهذا ما ننتظره بشغف من اللجنة الأولمبية السعودية في قادم الأيام، أعانها الله؛ لأن هذه المهمة شاقة؛ وتتطلب الكثير والكثير من التضحية والإخلاص والعمل الدؤوب.
منتخبنا في مهب الريح!!!
ومنتخبنا تنتظره مشاركات مهمة على الصعيدين القاري والدولي. أرى أن المعطيات الحالية لا تدعو للتفاؤل من أن هناك مستقبلاً مشرقاً ينتظر الكرة السعودية، ممثلة بمنتخبنا الأول الذي يُعد الواجهة الحقيقية للكرة السعودية. فمن المؤسف أن اتحاد كرة القدم - وهو المعني الأول بشؤون هذا المنتخب - لا يوجد لديه رؤية واضحة؛ إذ لا يزال هناك ضبابية على مصير الجهاز الفني الذي سيشرف على منتخبنا الأول. ولو عدنا للوراء إلى ما بعد إلغاء عقد المدرب ريكارد، وتساءلنا ما الذي جرى بعد ذلك؟ وكيف سارت الأمور؟ لاتضح أن ما قام به اتحاد كرة القدم هو مجرد اجتهادات، تفتقر لبُعد النظر والتخطيط السليم؛ ولا تبعث على التفاؤل. فمن بعد ريكارد حتى الآن ثلاثة مدربين، وكلهم مؤقتون، وآخرهم المدرب الوطني فيصل البدين، وهو المدرب الحالي للمنتخب الذي يعتبر هو الآخر مؤقتاً. والدليل أن قرار اتحاد القدم في اجتماعه الأخير نص على الآتي: تثبيت الجهاز الفني الحالي للمنتخب الأول في عمله حتى خوض التصفيات الآسيوية التمهيدية، مع توليه الأمور الفنية في حال التعاقد مع مدير فني جديد خلال هذه الفترة. وهذا يعني أن هناك مدرباً قادماً بالطريق..!!
من المؤسف أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه بالنسبة لمنتخبنا الذي يعد واجهتنا الحقيقية. وبدلاً من أن يكون هناك تخطيط، يقوم على رؤية فنية واضحة وناجحة، نجد أن اتحاد كرة القدم لا يعير هذا المنتخب الاهتمام المطلوب. والدليل هذه التخبطات منذ أشهر عدة. والسبب أن هذا الاتحاد انشغل كثيراً بصراعاته مع الجمعية العمومية والمشاكل التي جلبتها له بعض لجانه الهشة، والتي دخلت بصراعات هي الأخرى مع بعض الأندية. والسبب سوء الإدارة؛ فكان الضحية هو منتخبنا الأول الذي ضاع بين (حانا ومانا)..!!
على عَـجَـل
* في اتحاد كرة القدم لجنة لتطوير الكرة.. ليت الاتحاد يطوّر نفسه ولجانه قبل أن يبحث سبل تطوير الكرة..!
* حتى حراس المرمى لحقتهم إصابات الرباط الصليبي. في تصوري، إن عنصر التغذية مهم جداً للاعب، وله تأثير في هذا الجانب سلباً وإيجاباً.
* لسان حال محبي نادي الشباب يقول: ألا ليت الشباب يعود يوماً..!
* لو لم يشارك فريق الهلال للكرة الطائرة في بطولة الخليج لكان أفضل من أن يشارك ويظهر بصورة باهتة، لا تليق بالهلال.
* تصارخ على الحكم، وتتطاول عليه عياناً بياناً، وتطعن بأخلاقياته تتهمه بالرشوة، ثم تجلس معزّزاً مكرّماً خلف لاعبيك.. أي عقوبة هذه..؟!
* لماذا لا يأتينا حكّام كرة قدم أجانب من إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا؟ لماذا الإصرار على حكام من المجر وسلوفينيا والتشيك وما شابهها..؟!!
* أمام التعاون أظهر لنا حارس الهلال خالد شراحيلي بعضاً من لمحات العملاق محمد الدعيع؛ ما يبشر بالخير لحراسة مرمى الهلال والمنتخب.
* وش أخبار قناة نادي الهلال الفضائية..؟!!