القدس - بلال أبو دقة - رندة أحمد:
أكدت مؤسسات حقوقية دولية وفلسطينية وحتى إسرائيلية أن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للكلاب البوليسية في اعتقال الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات، ويعتبر استخدام هذه الكلاب في اعتقال الأطفال والمدنيين العزّل ضرباً من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللا إنسانية والمهينة، التي يُجرّمها القانون الدولي. وأكد مركز حقوق الإنسان الإسرائيلي «بتسيلم»، أن حث الجنود الإسرائيليين الكلاب البوليسية المتوحشة على مهاجمة الفلسطينيين، هو جزء من سياسة رسمية إسرائيلية متبعة، معتبراً أن حث الكلاب على مهاجمة البشر وسيلة مروعة ومرعبة، غير مقبولة أخلاقياً وقانونياً. وجاء في تقرير «بيتسليم»، إن الأمر يتعارض مع التحفظات التي أعرب عنها الناطق بلسان جيش الاحتلال، ومع حقيقة أن عملية الاعتقال تتم في إطار العمليات العسكرية الرسمية، التي وافق عليها أشخاص ذوو مراتب عليا. بدوره قال رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع: «إن استخدام الكلاب البوليسية خلال عمليات اعتقال الفلسطينيين، واقتحام المنازل، ينم عن تصرف سادي لا أخلاقي، إضافة إلى استخدام الكلاب أيضاً لمهاجمة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون خلال عمليات الاقتحام والتفتيش، وهو ما أدى إلى تعرض الكثير من المعتقلين والأطفال منهم أيضاً إلى عض ونهش من هذه الكلاب المتوحشة، كما حدث مع أحد الأطفال في بلدة بيت أمر قضاء مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
ولا يزال الفتى الفلسطيني «حمزة أبو هاشم -16 عاما» من بلدة بيت أمر شمال الخليل، يعيش حالة نفسية وصحية صعبة بعد اعتقاله لثلاثة شهور، والاعتداء عليه بالكلاب البوليسية، التي ظهرت خلال نهشها لجسده في مقطع صوره أحد جنود الاحتلال المعتدين، والذي ثار ضجة كبيرة في مؤسسات حقوق الإنسان. ويستذكر الفتى «أبو هاشم» لحظات ملاحقته واعتقاله بواسطة كلبين بوليسيين أطلقهما عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال فعالية شعبية في بيت أمر. يقول الفتى الفلسطيني الذي لا تزال مشاعر الخوف الشديد تنتابه: لقد أرسل جنديان إسرائيليان مقنعان ومسلحان خلفي كلبين، وأمسكا بي عندما كنت أسير بين منازل بلدتي المحاذية لمستوطنة كرمي تسور، فنهشت الكلاب من لحم جسدي في منطقة الصدر واليد اليسرى والفخذ، قبل أن يلحق بهما جنود الاحتلال وينهالوا عليَّ بالضرب بأعقاب المسدسات على رأسي وأنحاء جسدي، ومن ثم «سحبوني» إلى مستوطنة كارمي تسور، ومن هناك إلى التحقيق، حيث استخدموا الكلاب أيضاً لتهديدي وتخويفي.
ونبقى في مدينة الخليل، حيث رش مستوطنون صهاينة، مساء «السبت»، الطفلة الفلسطينية «قمر عادل قفيشة - 11 عاما» بغاز الفلفل السام، في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل.. وبحسب مصادر الجزيرة» فإن مستوطنين من مستوطنتي بيت هداسا ورمات يشاي المقامتين على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين وسط المدينة، رشوا الطفلة «قفيشة» بغاز الفلفل السام أثناء وقوفها أمام منزلها، ما تسبب بإصابتها باختناق شديد. إلى ذلك، اعتقلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الأحد، شابين فلسطينيين من مدينة بيت لحم ومخيم الدهيشة جنوب المدينة.. وأفادت مصادر الجزيرة في مدينة بيت لحم أن من بين المعتقلَين الأسير المحرر «ربيع محمد شمروخ -33 عاما» وقد اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين.. مصادر الجزيرة أبلغتنا بإصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم وداهمت منزلا لعائلة «شمروخ».