د. جمعان رشيد بن رقوش
لقد منحنا الله أنعماً كثيرة نحمده جل وعلا على نعمائه، منحنا شرف حماية ورعاية مقدسات الأمة، منحنا قيادة رشيدة تسهر لينام المواطن وتعمل ليجني الوطن تنمية ورخاء، منحنا وطناً سكن حبه أفئدة المواطن والمقيم، وطناً كان ولا يزال شامخاً بكرامته، شامخاً بشهامته لا يرضى أن يمس جسد الأمة، يهب لنصرة المنكوب ويسّير الأساطيل الجوية بالمعونة لكل من مسه الضر بسبب الكوارث الطبيعية أو غيرها، يقيم المدن للاجئين الباحثين عن المأوى، حاضراً بسخاء وجود في كل مفاصل العمل الإنساني. أياديك بيضاء يا وطني في كل محفل وأزمة، وكل مكان وزمنه.
واليوم ونحن نعيش فجراً جديداً للحق والكرامة وصوناً لمعالم الأمن القومي العربي ينبلج على تراب وطننا الطاهر كما انبلج نور الإسلام من فوق أديمه لنمتلئ فخراً وعزة بأننا دولة لم يكن العدوان لنا هدفاً ولم يكن التدخل في شئون الآخرين لنا ديدناً، لكننا صخرة كؤودة في سبيل من يبيت النية للنيل من أمننا وكرامتنا وتاريخنا المجيد.
لقد هبت المملكة لنداء الشقيقة الكويت وبذلت كل نفيس في سبيل استعادة الكويت لكرامتها وعزها، وهبت المملكة لنداء الشقيقة البحرين لتعزيز أمنها ووحدتها، واليوم كعادتها في نصرة الأشقاء تهب لنصرة اليمن الشقيق الذي اختطفت شرعيته على يد مليشيات مدعومة من أعداء الأمة فانطلقت الإغاثة على أجنحة صقور الجو السعوديين يساندهم أشقاؤهم من الدول العربية والإسلامية ليعيدوا الحق إلى نصابه والشرعية إلى عرينها والأمن إلى شوارع وطرقات ومؤسسات المجتمع اليمني المسلوب بعد أن اغتيلت بها كل مظاهر السلم والأمن والنماء.
إنها لا شك رسالة عربية وإسلامية وجهها قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسواعده الأمينة إلى كل من ستقوده حساباته الخاطئة إلى المساس بأمن ومقدرات وحدود الوطن، فأمامه كرماء مغموسون في الكرامة حد الثمالة وضعوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الدفاع عنه وتلقين من ينوي المساس به درساً في معرفة حجم ومعالم الذات. لقد دفعت عاصفة الحزم المواطن العربي اليوم إلى مساحة أرحب من التفاؤل بمستقبل واعد للأمة العربية من الكرامة ووحدة الصف والكلمة.
يا لها من عاصفة ستحقق - بمشيئة الله - آمالاً لكل الشعوب العربية على وجه العموم والشعب اليمني على وجه الخصوص. ستعصف العاصفة بكل مساحات اليأس والتشاؤم التي لازمت الأمة العربية ردحاً من الزمن حتى أضحى جسد الأمة نهشاً لكل من أراد أن يصنع له شأناً على حساب ذلك.
إنه قرار حاسم في وقت حاسم لتحقيق نتائج حاسمة ـ بمشيئة الله ـ، ذلك القرار الذي سيبني منصة الكرامة العربية عندما ينجلي غبار عاصفة الحزم.
سددك الله يا خادم الحرمين الشريفين، وسدد خطاك وقراراتك ووفق من حولك من السواعد الأمينة التي رسمت معالم مستقبل بلادنا الزاهر بعون الله. وحفظك الله يا وطني وحفظ قادتك وشعبك ومن استعمر قلبه حبك.