لا يخفى على ذي لب وعقل وصاحب منطق ما للتلفاز من أثر على التنشئة الاجتماعية للطفل على وجه الخصوص. ذلك يتم وبطريق مباشر من خلال ما يتم نشره من قنوات التلفاز.
ومع تزايد عدد القنوات يقابلة تزايد في انشغال الأبوين بالتحديد عن الأطفال أصبح حتميًا إدراك على من تقع المسؤولية الكبرى لتعليم وتثقيف أطفالنا. وهم خصوصًا في مرحلة الطفولة التي يستمر التأثير عليها طويلاً وقد يمتد ذلك التأثير حتى نهاية العمر. يمكن القول إنه لمن المؤسف أن الكثير من أرباب وربات البيوت تحارب مفهوم الإعلام الغربي بكل أطيافة ومحتوياته وتركز وبشكل كبير في كل صغيرة وكبيرة فيه إلا أنها لا تعطي اعتبارًا لبرامج الأطفال تحديدًا التي أرى أنها الأهم والأكثر تأثيرًا في هذا العرض الثقافي. كل ذلك بسبب الاختلاف في الثقافات بيننا وبينهم (والهاء في كلمة بينهم تعود إلى مجتمعات الدول الغربية).
وعلى اعتبار أن الخلفية البيضاء الاسفنجية لدى الأطفال على أتم الاستعداد والقابلية لامتصاص كل ما يعرض عليها من معلومات وقيم وثقافات وهي مرحلة عمرية يكون الطفل فيها على أتم الاستعداد للتقبل. كل ذلك يجعل منا أن نأخذ الحيطة الأكبر واعتبار الانتقال من مرحلة الاحتمالية إلى اليقين بتأثير تلك القنوات وما يعرض عليها من برامج بجميع أطيافها وأنواعها. وليكن تركيزنا على النوع والهدف والرسالة لتلك القنوات العربية منها والأجنبية. فهل تحقق قنوات التلفزيون العربية والأجنبية التنشئة الاجتماعية الصائبة أم أنها مجرد واجهة لنقل الثقافة الغربية (السلبي منها) دون أن يدرك أي من المسؤولين ذلك بما فيهم الوالدان أم يكون دور الأب والأم إسكات الطفل من خلال تشغيل التلفاز له ليتوقف عن البكاء مهما كان نموذج العرض على شاشة التلفزيون لأننا وللأسف شعب قصير نفس في التعامل مع الأطفال.