حميد بن عوض العنزي
** البعد الأمني للبلاد سواء الداخلي أو الخارجي هو الحاضن الأساسي لكل الأبعاد الأخرى السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وحينما أطلق القائد الحازم الملك سلمان بن عبدالعزيز «عاصفة الحزم» لم تكن هي الخيار الأول، فقد كانت آخر الحلول بعد نفاد كل المحاولات، والعاصفة لم تكن فقط ضربات عسكرية لتعديل المسار السياسي في بلد شقيق وجار، إنما هي حماية لعمق أمني إقليمي يترصده الأعداء، واستمرار الاضطرابات في اليمن في ظل وجود جماعة الحوثي التي ليس في خططها سوى الاستيلاء على الأرض والضغط على الزناد وفي كل الاتجاهات دون وعي مما يجعل وجود مثل هذه العناصر على حدودنا الجنوبية خطرًا على الجميع.
** المملكة ليس لها أي أطماع في اليمن، وبقيت عبر عقود من الزمن تتبنى برامج تنموية كبرى للأشقاء هناك، وكلما توتر الوضع الداخلي بينهم كانت المملكة أول المبادرين في الإصلاح، وأكثر من يعرف ذلك هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولم يخطر ببال أحد أن ينقلب على من داوى جراحه وأنقذه من الموت، وحماه من المحاكمات.
** ورب ضارة نافعة، فالارتياح الكبير الذي واكب عاصفة الحزم - الذي عم الشعب السعودي والخليجي والعربي مصدره هو انبعاث أمل القوة العربية، وان لدينا قوة قادرة على حماية مكتسباتنا والذود عنها حينما يقترب الخطر، وان الحلم والصبر السعودي يضيق جدًا عندما تلامس المخاطر تراب الوطن وأمن مواطنيه، ومن تابع مواقع التواصل الاجتماعي يفخر بهذه الوقفة الشعبية العارمة والحازمة، فقد اختلطت مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الموقف العربي الأصيل بمشاعر حب الوطن وان النفس والمال أرخص ما يقدم فداءا للوطن الغالي، فكل السعوديين جنود في كتيبة القائد الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حمى الله الوطن ونصر جنوده، وأدام على بلادنا الأمن والنصر، وأن يعيد للإخوة في اليمن أمنهم ويحقن دماءهم.