عبدالرحمن بن محمد الريس
حُق لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تفخر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - لحفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز، الذي نظّمته الجامعة خلال الفترة 20 - 21-5-1436هـ في مبنى المؤتمرات بالجامعة.
فقد سطَّر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - بحضوره لهذا المؤتمر الخاص عن تاريخ الملك عبدالعزيز معنى عظيماً من معاني الوفاء للإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - وامتداداً لرعايته الكريمة لتاريخ هذا البطل العظيم، جمعاً وتوثيقاً ودراسةً، فقد رعى - حفظه الله - «دارة الملك عبدالعزيز» لتكون مركزاً وطنياً موثقاً لتاريخ المملكة، فبارك الله بهذه الجهود.. وتلكم الأيادي.
إن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي انعكاساً لما تلقاه هذه الشخصية العالمية الفذة، شخصية مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- من اهتمام متواصل من الباحثين والمؤرِّخين على مستوى العالم، واستمراراً للحراك العلمي والثقافي الكبير الذي توليه الجامعة لمجالات المعرفة كافة، خاصة ما يتعلّق بتاريخ الوطن بشكل عام، وتاريخ المؤسس بشكل خاص، وبناءً على ما تحقق من نتائج مهمة في المؤتمر العالمي الأول عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي عقدته الجامعة قبل ثلاثين سنة وتحديداً في عام 1406هـ، وما طرح فيه من بحوث رصينة، ونقاشات ثرية ومواد علمية ومعرفية، تناولت جوانب من شخصية المؤسس - رحمه الله - أظهرت الحاجة المتجددة لمزيد من البحوث لإلقاء الضوء على جوانب أخرى من شخصيته الفذة في إدارة الدولة.
إن من أهم أهدف هذا المؤتمر تقديم دراسات تاريخية وحضارية حديثة عن تاريخ الملك عبدالعزيز، وإبراز شخصيته: الإنسانية، والقيادية، والإدارية، والوقوف على أهم مراحل بناء الدولة، وإضاءة أبرز محطات النهضة التي وصلت إليها المملكة بعد أن عبَّد لها الطريق للانطلاق إلى المستقبل، وإبراز الدور الإقليمي والإسلامي والدولي للملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في عهده، ومعرفة ملامح النقلة الحضارية التي شهدتها المملكة، وكيف جرى التطور الحضاري والاجتماعي والعمراني فيها، وتقوية الانتماء الوطني بطرح نماذج من إنجازات هذه البلاد، وتحقق الوحدة الوطنية، وإدراك أهميتها.
وقد شارك في هذا المؤتمر 92 باحثاً وباحثة، كما شكلت نسبة المشاركين من خارج السعودية 44 في المئة من جنسيات مختلفة يمثِّلون أكثر من 17 دولة.
رحم الله الملك عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، كما نسأله سبحانه أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يعينه ويوفقه ويبارك في جهوده، وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.