فُجع الوطن، بمصابه الجلل، فُجع، بانتقال الملك الصالح، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الرفيق الأعلى، تقبّل الشعب السعودي بأكمله خبر وفاته بالصبر والاحتساب، عزاؤنا ما قدمه
-رحمه الله- لوطنه وأمته من أعمال جليلة، توّجها بحبه العميق لأطهر بقعتين على وجه الأرض (الحرمين الشريفين) رعاهما، واعتنى بهما أيّما عناية ورعاية، شهدتا أكبر توسعة في التاريخ، كما أن عهده -رحمه الله- يُعد عهداً نموذجياً، وخرافياً في نهضته الشاملة، التي شهدتها البلاد من أقصاها إلى أقصاها، في مختلف الميادين، اجتمعت القلوب، على حبّه، وذرفت العيون، على رحيله، ثم أن عزاءنا بمصابنا الجلل، أن تولى مقاليد الحكم من بعده، رجل (الحكمة والحنكة) الملك (سلمان بن عبدالعزيز آل سعود) حفظه الله، الذي طمْأن الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية، بأمرين ملكيين كريمين، أزالا الخوف والقلق، أمران ملكيان سريعان، يشيان بحكمة الرجل، تعيين الأمير مقرن ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، قلتُ في سموه، بمقالي في هذه الجزيرة (مقرن.. تكريس للاستقرار) أن قرار الملك عبدالله -رحمه الله- في وقته، القاضي، بتعيينه ولياً لولي العهد، تكريس لاستقرار هذا الوطن، وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، قلتُ في سموه أيضاً، بمقالي (محمد بن نايف.. نموذج في الإخلاص) بأن «قراءتي لشخصية هذا الفارس البطل، تشي له بمستقبل واعد -بإذن الله-، يستبشر به الوطن والمواطن» وقلتُ عن سموه، مطمئناً، في ذات السياق «محمد بن نايف، هو الفارس المنتظر، وإن غداً لناظره قريب» بهذين التعيينين (نام الخشب) كما يقال بالمثل الشعبي، الذي كنا نسمعه من كبار السن، وذهب الروع من القلوب، وشُطبت وكالة (يقولون) بأخبارها المضللة، من الوجود، والحمد لله، انتقلت السلطة في بلادنا بسلاسة تامة، ليس لها نظير، فلا اعتصامات، ولا تحزبات، ولا حظر للتجوال، ولا حكومة انتقالية، ولا انتخابات، كما حال الدول من حولنا، التي تشهد عواصف وقواصف، أهلكت الحرث والنسل، الملك سلمان، ليس بالوسع جهله، فقد لازمنا ذكره، ووجوده، منذ أن عرفنا الدنيا، رجل حاضر بتدينه الظاهر وحبه لأهل الدين والفضل، رجل حاضر في كل المشاهد، الدينية، والسياسية والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، وحتى الرياضية، لازم والده المؤسس -طيب الله ثراه-، ولازم جميع إخوانه الملوك، فكان بحق، ملكاً بجانب ملك، في العهود الماضية، رجل محبوب من أطياف المجتمع، وخاصة العلماء، يقربهم إليه، قلتُ في أحد مقالاتي في هذه الجريدة، عنه -حفظه الله- أن كل الألقاب تتشرف بأن تلتصق به، وكثيراً ماأطلقت عليه بمقالاتي عنه (بحبيب أهل القرآن) و(نصير حلقات تحفيظ القرآن) كيف لا! وكثيراً ما نشاهده، يحتضن شباب القرآن وهو يبتسم معهم مفتخراً بهم، كلنا نتذكر إجلاله واحترامه للشيخ عبدالرحمن الفريان -رحمه الله- في زمانه، حتى كان (صاحبه ومحبه وملازمه) تأثر بفقده، كل من سمع واستمع لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمواطنين بعد توليه مقاليد الحكم خلفاً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أسكنه الله فسيح جناته، وتدبر معاني حروفها، وقرأ ما بين سطورها، قراءة متمعنة ومتأنية، يشعر بأن هذه البلاد في مأمن من الخوف -بإذن الله-، وأنها محفوظة بحفظه سبحانه، رجل بصفة القائد الشهم، أعلن منذ الوهلة الأولى، دون تأخر، أن هذه البلاد متمسكة بشرع الله المطهر، وما قامت عليه منذ تأسيسها على يد البطل الهمام الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وما سار عليه إخوانه الملوك من قبله، وأن هذه البلاد، ستظل ناصرة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولن تتأخر عنها؛ إيماناً برسالتها النبيلة، هذا مليكنا سلمان، سلمان، الأمان والاطمئنان، سلمان الخير، سلمان الوفاء، بحكمته وحنكته ونظرته الثاقبة، أسس على الأقل، لثلاث مراحل مقبلة -بإذن الله-، تحمل الأمن والأمان، والراحة والاطمئنان لشعبه الوفي، الخيّرون، الصادقون، المخلصون، استقبلوا الملك سلمان، فرحين، مستبشرين بعهد جديد، ملؤه الخير والأمن لهذا الوطن الغالي، أما غيرهم من الأشرار الأحقاد، فرأينا منهم من لاذ بالصمت، فلا تعزية بمصاب الوطن الجلل، ولا دعوات له ولا فرح واستبشار بالربّان الجديد لهذا الوطن، ورأينا البعض وهو يُصرّح ويغرّد بالكلام البذيء، الذي ينمّ عن حقد لهذه البلاد وقادتها، يتمنى الفوضى، وجلب الثورة لها، لكن الله بمنّه وكرمه حامٍ لقبلة المليار والنصف مسلم، حرسها، بأسرة آل سعود الأمينة، الخيّرة، السلف خير فيها، كما خير الخلف، يصدق في واحدهم، قول الشاعر الحكيم (إذا مات منا سيد قام سيد.. قؤول لما قال الكرام فعول) أعزهم الله، يوم أن أعزوا دينه، ونصرهم، يوم أحيوا السنة، وقمعوا البدعة، قراءتي للمرحلة القادمة أقولها بكل أمانة وثقة وطمأنينة، ستكون مرحلة الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، وستكون مرحلة يغلب فيها الاستقرار والبعد عن كل ما هو مثير من طرح فكري وغيره، مرحلة سيعتز فيها أهل الفضل، وأهل القرآن، وأهل الحسبة، وأهل الحرف، مرحلة ستُفظ فيها البلاد من كيد الأشرار، الذي يعرف الملك سلمان، يدرك أن الوطن (ساكن) في ضميره، والشعب (همّ) ضميره، والأمة العربية والإسلامية (الشغل الشاغل) لضميره، فلا غرو، إن قلتُ عنه -حفظه الله- (ضمير الأمة) الحي، الملك سلمان (خير خلف لخير سلف) وكما غاب فخرٌ، أكرمنا الله بفخرٍ، نفع الله به البلاد والعباد.. ودمتم بخير.