مهدي العبار العنزي
لم يعد خافياً على أحد، كبيراً أو صغيراً، ما تتعرض له الأمة العربية من إرهاب وزعزعة أمن وقتل وسلب ونهب.. ولو حكمنا عقولنا جيداً لوجدنا أسباب كل ما يحدث من سيناريوهات أبطالها من العرب الذين لم تتسع عقولهم إلى الحكمة والتروي والتعقل، واتبعوا الشيطان، وتعاملوا معه، وأعطاهم الضوء الأخضر ليرتكبوا أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وليتحركوا ضد أمتهم وضد قيمها وتراثها وأمجادها، وقتلوا ودمروا وانتهكوا الحرمات، وسفكوا الدماء حتى في الأشهر الحرم غير مبالين بأرواح البشر التي لا يملكها إلا الخالق جل وعلا وحده.
وغير مقتدين بتعاليم الإسلام الذي ينص على أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وأنه دين رحمة ومحبة وأخوّة. إنه حقًّا أمر مؤسف أن تصل الأمة العربية إلى هذا الحد من الانحدار والانتحار؟ فهل حقًّا هناك من يعتبر التمرد على القيم فضيلة، وأن الخيانة شجاعة، وأن تفريق الصفوف وسيلة من وسائل التقدم، وأن الانقلابات تعني تحرير الشعوب بينما هي تعني تدميرهم؟ إن هذه - وبكل مرارة - حال أغلب الشعوب العربية. هذه الحال التي لا يتناسب معها الغفلة والثقة المطلقة بدعوى الدم والعقيدة واللغة، بل يتناسب معها الحيطة والحذر والاستعداد وأخذ الاحتياطات الضرورية كافة، وتجهيز القوة، ليس للاعتداء، ولكن لصد أي اعتداء.
ومن حقنا في المملكة أن نحفظ أمننا وحدودنا ووجودنا ومقدساتنا ومكتسباتنا، وردع المعتدي، وإيجاد القوة التي ترهب الأعداء حتى ولو كانوا يرتدون ثياب الأصدقاء. ولنعلم أن الشرور تحيط بنا من كل جانب.. نعم.
عدواننا بين الملا أنواع وأقسام
ناس تبث أحقاد وإرهاب وسموم
عدوان مذهب تلبس قناع ولثام
يبون قطع الحبل والحبل مبروم
ناس لهم بحدونا أهداف وأحلام
يبنون في تفكيرهم مجد مزعوم
الغدر واللي صار للغدر روام
على جبينه خاتم العار مختوم
لازم نعري وضعهم عبر الإعلام
حتى يفيق من الخطأ كل منجوم
تحدثوا عن غزوهم يا أهل الأقلام
ابن الوطن في كلمة الحق ملزوم
نعم، إن ابن الوطن يحمل على عاتقه حماية هذا الوطن، وشباب هذا الوطن ينتظرون من ولي الأمر فتح ميادين البطولة على نطاق واسع؛ ليكونوا مدربين جاهزين لأي حدث، ويحق لنا وعلى لسان واحد أن نردد ونطالب شباب الوطن:
شبابنا شبابنا دوركم حان
تكفون دور النوم ولى زمانه
تكاتفوا خلف القيادة على شان
كل يدافع عن ثراه وكيانه
ويأتي ردهم سريعاً وبكل شموخ: (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).