د. ممدوح بن محمد الشمري
دعا الدكتور راشد مبارك رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في مؤلفه «فلسفة الكراهية: إلى ثقافة المحبة والتسامح والتعايش الإنساني والسلام والبعد عن التنفير والكراهية الذي قد يتصف به بعض الناس تجاه الآخرين.
ومن أقواله رحمه الله: (توجد فئة من الناس تحترف الكراهية، تزرعها وتسقيها وتنميها وتدعو إليها وتُبشِّر بها، لقد صارت الكراهية في بعض النفوس نوعاً من العقيدة لها جلال العقائد التي تجب حمايتها وصيانتها وإحاطتها بسياج يمنع أن تُمس أو تُناقش أو توضع موضع المساءلة والاستشكال). (ص 27).
(الحديث عن علاقة المسلم بغيره في موضوعية وتجرد يحتاج إلى قدر كبير من المغالبة لما أحبته النفوس لطول الألفة وما تشربته العقول لدوام التلقين، وما اعتاده السمع لكثرة ما يُردد). (ص 45).
(لقد تعددت دوائر الكراهية لدى فئة من المسلمين، وإذا كانت الدائرة الأولى القريبة من المركز تضم المخالفين في العقيدة والملة، فإن هناك دوائر أخرى اتسعت لتشمل المشاركين في الدين والعقيدة من المخالفين في الطائفة أو المذهب). (ص 139).
لقد رحل إلى جوار ربه بعد رحلة طويلة مع العلم والأدب الإنساني النبيل.. فقد عُرِف بكونه شاعراً وأديباً ومفكراً تنويرياً وأستاذاً جامعياً متخصصاً في الكيمياء والفيزياء.. كما تميز بأنه جمع بين العلم والأدب، ففي الدراسات العلمية له كتاب «كيمياء الكم» لطلبة الدراسات العليا والجامعية، و»هذا الكون ماذا نعرف عنه..إضافة لأبحاث غاية في الأهمية ذات علاقة بالطاقة، وفي الفكر والسياسة والتاريخ، وله كتاب «قراءة في دفاتر مهجورة» و»فلسفة الكراهية»، و»التطرف خبز عالمي»، و»شعر نزار بين احتباسين». وله ديوانان من الشعر تحت عنوان «رسالة إلى ولاّدة» و»قراءة في دفاتر مهجورة».
رحم الله الرمز الإنساني راشد المبارك فقد ترك وراءه إرثاً عظيماً من العلم والأدب الإنساني.. وعزاؤنا لعائلته الكريمة ولأسرة آل الشيخ مبارك أسرة الأدب والعلم والقيم الإنسانية النبيلة.