أطل علينا معرض الشارقة للكتاب في دورته الحادية والثلاثين بثوب متجدد قشيب وفي قفزة ثقافية وإنسانية ملموسة.. بمشاركة أكثر من 924 دار نشر من 62 بلداً، مشتملاً على البرامج الحافلة المتنوعة التي تزيد على130 فعالية، من محاضرات وندوات وأمسيات، وحفلات توقيع للكتب وإصدارات جديدة، وفعاليات جذابة، منها: مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي تقام للمرة الأولى والمفتوحة للجميع من هواة ومحترفين، وموضوعها مرتبط بفعاليات المعرض، والبرنامج المهني الذي يشارك فيه أكثر من 150 ناشراً وبرنامجاً حول النشر الرقمي الموجز، وهناك فعاليات خاصة للأسرة والطفل في جناح خاص يقدم لهم المعرفة في قالب جاذب يستقطب الطفل نحو الكتاب ويشوقه للقراءة.. كما تضمن المعرض عدداً من البرامج منها حفل تكريم الشخصية الثقافية.. وجائزة الشارقة لتكريم دور النشر.. جائزة الكتاب الإماراتي.. جائزة أفضل كتاب عربي مطبوع. . جائزة أفضل كتاب أجنبي عام.. وأخيراً برنامج ملتقى الثقافة / ملتقى الفكر / وملتقى تعارف الأدباء والمثقفين.
وربما كان المسرح هو القطاع المتراجع الوحيد في أجواء الشارقة، وهو تراجع عام يشكو منه الوطن العربي كله.. فكثيرة هي هموم المسرح وشعاراته التي جعلته يحرز تراجعاً مؤلماً في السنوات الأخيرة.. لكنه اليوم بحاجة إلى حقن دماء جديدة مدركة لأهمية المسرح كفن مستقل بذاته، وبحاجة إلى إدارة تؤمن بدوره الفاعل في تقدم أي مجتمع وتأثيره في الحياة الثقافية والتي تعكس ثراء ثقافياً ينعكس إيجاباً على كل المجتمع ويحقق التنمية الثقافية المنشودة.
في وسط هذا المعرض الثقافي يشع جناح المملكة بوهج متميز وملفت للنظر.. بتصميمه البديع والفريد من نوعه والذي يرمز إلى المعرفة والثقافة وبناء جسور التواصل مع الجميع.. حيث صمم على شكل سفينة السلام والمحبة والثقافة المتجددة والمتحركة دوماً نحو آفاق المعارف العالمية.. ليشكل تميزاً واضحاً أشاد به الحضور من الجمهور ورواد المعرض.. كما حاز على إعجاب العديد من الأدباء والمثقفين وزوار المعرض من مختلف الجنسيات.. حيث حوت أروقة الجناح العديد من الفعاليات وتوقيع مجموعة من الكتب على مدار أيام الفعاليات نتيجة كثافة المعروض وطرح برنامج ثقافي وأدبي متميز ليظل مصدر ثناء واستحسان وإشادة بجهود الملحقية الثقافية السعودية بدبي وإشراف معالي السفير البراهيم والملحق الثقافي الذي يعمل جاهداً من أجل تحقيق أهداف وزارة التعليم العالي في التعريف بعطاء الإنسان السعودي الثقافي والعلمي والحضاري عبر مشاركاتها الفاعلة في معارض الكتب الدولية وإبراز جهود المملكة في خدمة الثقافة والقضايا الإنسانية النبيلة في كافة المحافل الثقافية حول العالم.
تستحق الشارقة أن تكون قبلة الباحثين عن نسائم الفكر والثقافة والحوارات المفعمة بالثراء والتسامح وتقبل الآخر.
مستشار للتنمية الإنسانية