د. عبدالعزيز الجار الله
في المقال السابق كانت الإشارة إلى أن الأخطاء الطبية في طريقها لأن تصبح ظاهرة إذا استمر تجاهلنا لخطورتها التي تؤدي إلى الوفيات والتشوهات, مع تمادي الفريق الطبي في عدم العناية والحرص أثناء التشخيص والجراحة، كانت آخر الأخطاء وفاة الزميل محمد الثبيتي من جريدة اليوم رحمه الله.
هذه الأخطاء تتم في المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص والفريق الطبي من السعوديين وغير السعوديين، وهناك خطورة أخرى متوقَّعة هي من خريجي الجامعات السعودية, وهذا لا يعني نزع الثقة والتشكيك بجامعات الداخل، إنما لا بد من ضبط الجودة، فجامعات الداخل تضم (العلوم الصحية): كليات طب، كليات الأسنان، كليات العلوم الطبية التطبيقية، كليات الصيدلة. تكاد تكون في معظم جامعات الداخل:
الجامعات الأم (8) جامعات.
جامعات المناطق.
جامعات المحافظات الكبيرة.
الجامعات الناشئة والجديدة.
في كل جامعة كلية وأقسام تخرج أطباء والفنيين: التخدير والأشعة ومختبرات الدم.
وهؤلاء من الخريجين وخلال سنوات قليلة سيتم إحلالهم مكان المتعاقدين الأجانب ممن قد يكونون من خريجي جامعات أجنبية وعريقة في مجال الطب، فهل تم إخضاع جامعاتنا في الطب وعلومه لاعتماد أكاديمي قوي كمقوم خارجي، وأيضاً إلى جهة إشرافية على بناء الكليات والأقسام والخطط الدراسية، فالأمر لا يتعلّق بالعاطفة والحماس الاجتماعي أو الاندفاع الأكاديمي وتوزيع مستحقات التنمية على المناطق والمحافظات، أو معالجة أزمة البطالة وتوطين وتسكين الوظائف، الأمر مختلف جداً عن تلك الحسابات ومناطقية الجامعات، الموضوع مرتبط بالجامعات القوية أكاديمياً وإدارياً ذات الإمكانات التعليمية العالية من حيث قوة أعضاء هيئة التدريس العلمية والكليات العلمية المهيأة لاستقبال الطلاب والمجهزة بالمختبرات والمعامل، وتميز أساتذة كلية الطب وفروعها، وهذا لا يتوافر في الوضع الراهن إلا بعدد محدود من الجامعات السعودية الـ (28) جامعة حكومية و(10) جامعات أهلية.
الاعتماد الأكاديمي في وضعه الحالي لا يستطيع العمل وتغطية جميع الجامعات السعودية في مساراته:
العلوم الصحية.
العلوم التطبيقية.
العلوم الإنسانية.
خاصة أن هيئة الاعتماد الأكاديمي دخلت ضمن إجراءات دمج وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وتحتاج إلى مراجعة، أيضاً الحاجة إلى جهات إشرافية تتولى بناء كليات الطب من حيث المرجعية والشراكة والتعاون بين الجامعات والمستشفيات العالمية، فإذا لم نعمل وبوقت مبكر على بناء جيل طبي متمكن فإننا سنخسر مهنة الطب وعلومها، وسوف تخرج لنا جامعاتنا أجيالاً تفتقد للتأهيل والكفاءة وأهلية العلاج.