سليمان بن ابراهيم الفندى
الأمير فيصل بن بندر عندما توفي والدي جاء معزيا، وفي مناسبة فرح جاء مشاركا، وعندما كنت مريضاً في المستشفى جاء زائراً ومطمئناً، فيصل بن بندر هو المسؤول الذي لا أجد صعوبة ابداً بالاتصال به ومهاتفته، وهو المسؤول الذي فتح لي بابه على مصراعيه، وقبل ذلك فتح لي قلبه بكل لطف وأريحية، وهو المسؤول الذي أتاح لي أن أجلس في مكتبه أكثر من ساعة يسمع مني وأسمع منه وكل ما هممت بالقيام أعطاني مزيداً من الوقت.
فيصل بن بندر من تواضعه سكن في عسير بمنزل يخر سقفه من المطر، وفي القصيم سكن في قصر عمره أكثر من ثلاثين عاما وفي حي من الأحياء القديمة حي (الصفراء) في مدينة بريدة.
كثير من الأسر المتوسطة انتقلوا من هذا الحي إلى أحياء راقية شمال بريدة وظل سموه يقيم في هذا الحي طيلة إمارته للقصيم، كان بإمكانه أن يشيد له قصراً في أرقى حي ولكنه ظل في هذا القصر وفي حي الصفراء القديم.
فيصل بن بندر عُرف عنه الدقة في العمل والحلم والصفات الفاضلة هو أمير مثقف وبليغ، وهو إعلامي يتابع كل ما يطرح في وسائل الإعلام.
فيصل بن بندر حاكم إداري لمنطقة من أكبر مناطق المملكة، أمير لها لما يقارب ربع قرن حيث مكث أميراً لمنطقة القصيم أكثر من ثلاثة وعشرين عاما كأطول فترة لأمير تولى إمارة هذه المنطقة، وفي إمارته تحققت العديد من الأحلام إلى وقائع وبرزت فيها العديد من المنجزات، ولأنه أثبت جدارته وكفاءته من قبل، ومن بعد تم تعيينه من قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- أميراً لمنطقة أكبر ومسؤولية أعظم لعاصمة مملكتنا الغالية الرياض.
فيصل بن بندر اختاره الملك خالد - رحمه الله- لعسير واختاره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- أميراً للقصيم، وجدد الثقة فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - اميراً للقصيم، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يختاره للرياض والتي رسم خريطتها سلمان بن عبدالعزيز خلال إمارته لها على مدى ما يقارب ستين عاماً، والرياض هي المدينة التي فرضت رأيها على الطبيعة ولم تترك لطبيعة الأرض أن تفرض رأيها عليها، هذا ما رسمه الواقع كثبان الرمال فرشت طرقا ورياح السموم قاومتها بإنشاء الحدائق والمنتزهات، وامتد مسلسل العمران إلى مواقع قصية لم تكن على الخاطر ولم تستوعبها عقول المخططين، كان التصميم أن تكون الرياض قطعة متلألئة من التاريخ المعاصر، وكان وراء هذا الهدف (عاشق الرياض) سلمان بن عبدالعزيز الذي أذهل المخططين لمستقبل الرياض وأتعب المهندسين بطموحه اللا محدود لهذا الجزء الغالي من وطننا الكبير.
سلمان بن عبدالعزيز حول الرياض إلى عاصمة للإبداع. للطموع. للنمو الحضري، سلمان نظر للرياض وبيوتها الطينية وأزقتها الضيقة ثم سرح فكره بعيداً وقال (وجدها) عندها بدأت وسيلة التنمية والطموح التي أتعبت الكل إلا العاشق (سلمان) الذي حفر الصخر لرسم تاريخ الرياض ليرسم لوحة الرياض (العاصمة السعودية) كأجمل عاصمة في العالم، وعندما تزور الرياض فأنت لا تزور مدينة وإنما ترى عاصمة تجمع كل شيء ويحتشد فيها كل شيء. ظلت (الرياض) وطناً في مدينة ومدينة في وطن، المدينة التي رسم على جنباتها تاريخ توحيد هذا الوطن وكفاح أبنائه.... رسم في قلبها معجزة التوحيد التي خطط لها وقادها وظل فارسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله- قاد (سلمان) رحلة البناء.. رحلة الجهد والصبر على كل المعوقات حتى تحقق ما رسم لها.. لتظل بيت العرب ولؤلؤة الصحراء تنسج من رمالها ملحمة التشييد والتعمير... وتتراقص في جنباتها ملامح غد مشرق لوطننا الغالي، فسر يا فيصل لما رسمه الفارس الأول سلمان للرياض الغالية ليظل وجهها الحسن وجبينها المزهر، فأنت فارسها الحاضر لتواصل استكمال إبداعات مهندسها الأول سلمان بن عبدالعزيز.