عبدالعزيز بن زيد آل داود
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مثقف بامتياز، وقارئ للتاريخ، ومتابع جد لكل أحداث العالم بنباهة وذاكرة قوية ترصد وتحلل وتعطي إجابات واضحة لكل امر في وقته.
تقابله مصافحاً بين الجموع وفي التفاتةٍ يقول: فلان منك أو من جماعتك ثم يمنحك خبراً يسعدك ويشعرك بالاهتمام والعناية.
وإن كنت مؤلفاً أو أهديت له نسخة من كتابٍ يبادر إلى الاتصال بك معرباً لك عن فكرته ومسجلاً بعض الملحوظات أومشيراً لك ببعض البوادر من المقترحات.
هو المثقف الحصيف وهو الأمين على إرث الدعوة السلفية التي قامت عليها أسس هذه البلاد منذ تعاضد الإمامين الكريمين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله وهوما سار عليه الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وهو ما يؤكده الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في كل مناسبة؛ وكل حوار أو حديث.
القائد والحاكم هو الأمين على دين شعبه الحريص على تذكيرهم بعقيدتهم والمؤتمن على اقامة الشعائر كافة المجتهد في تبليغ رسالة الاسلام من خلال العلماء والدعاة؛ وهذا ما يذكرنا به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في كل مناسبة وعند كل اجتماع أو ندوة أو افتتاح مشروع (لا بد أن ندرك أن هذه البلاد التي نزل بها الوحي على رسول عربي بلغة عربية وهذه مسئولية كبرى علينا بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، وهذا أصلا ما ينطق به النظام الأساسي للحكم وهذه البلاد عربية أصيلة منها توهجت العروبة واستقت الأصالة، ولوعدنا لما قبل التوحيد في هذه البلاد لوجدنا كل مدينة أو قرية أو قبيلة كانت تمثل دولة مستقلة سواء في الوسط أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، وكان الناس متناحرين فكان داخل المملكة ممالك من شتى القبائل فجاء الموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فجمعنا في أمة واحدة ودولة واحدة وكانت القاعدة الأساسية للتشريع فيها، (الكتاب والسنة).
ويقول في مناسبة أخرى مخاطباً أهل مكة المكرمة (ولله الحمد نحن شعب واحد، وحدتنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنتم في هذه المنطقة قلوب الناس وأبصارهم تتجه إليكم لبيت الله الحرام، ولا شك أننا نعد كلنا مسؤولين في هذه الناحية، والحمد لله المعتمر والحاج والزائر يتمتع بالأمن والاطمئنان في هذه البلاد، وهذا أتى من تعاون وتضامن حكام هذه البلاد مع مواطنيهم، والحمد لله نرى الآن الأمن والاستقرار الذي زرعه آباؤنا وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده وجمعوا الشمل كله تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. وعندما أذكر دائماً مكة والمدينة أقول هذه أكبر نعمة أنعمها الله علينا في هذا البلد الذي فيه أول بيت للناس ونزل فيه القرآن على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية والحمد لله كان هناك المهاجرون والأنصار وأصبح الجميع من أنصار هذه الدعوة، والحمد لله بلادنا تعتز وتفتخر بهذا).
هؤلاء هم حكامنا الأمناء على منهج البلاد ثم على رخاء هذا الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ودوام تنميته وهذا هو منطقهم.
(نبني كما كانت أوائلنا... تبني، ونفعل مثل ما فعلوا).
والجموع تبايع الملك سلمان بن عبد العزيز على السمع والطاعة تتابع العطاء والخير من قرارات ملكية تصب في مصلحة المواطن والوطن، وهذا يتطلب حباً بحب وبراً ببر وعطاءً بعطاء، إنها رسالة سلمان الى مواطنيه أن واجبنا جميعاً أن نبني الوطن بسواعدنا وأن نحقق تطلعاتنا جميعاً وان نكون يداً عاملة منتجة، نبذل بكل همةٍ وقوةٍ وعزيمةٍ متطلعين الى بناء مستقبل للأجيال القادمة، فلا مكان لكسول ولا متهاون بل كل أبناء الوطن يد واحدة تحمي وتبني وتشيد وتعلي من الوطن، قيماً وانساناً ومكاناً ومكانةً وهكذا كان.
إن وطناً يبادلنا العطاء جدير أن نعمل بكل جدارة واستحقاق لبنائه وأن نبادله الجدية والعمل الدائم لرقيه وجعله في مقدمة الامم الراقية والمنتجة المتقدمة.
صدرت القرارات وضخت معها أكثر من (110) مليار ريال في شريانات الوطن.
وسُعد بها كل مواطن لقد أكدت القرارات الملكية السامية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه على منهج المملكة العربية السعودية والتي أرسى قواعدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه؛ والمستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن ثم في اختيار الكفاءات التي عرف عنها الوسطية والبعد عن تصنيف المجتمع والنأي عن تبكيت الناس وتوكيد سلفية المنهج الذي تسير عليه؛ والاستعانة بكفاءات غالبيتها عملت في القطاع الخاص ومن ايجابية ذلك سرعة القرار الذي من شأنه خدمة الناس واستدامة عجلة البناء؛ كما يعطي مؤشراً على الرغبة الجادة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله على التفاعل مع تطلعات المجتمع وشبابه؛ خصوصاً اذا علمنا أن الوزراء الذين تم اختيارهم بصفة عامة من الشباب الذين يعرفون تطلعات أقرانهم والمؤمل أن يعملوا على بناء برامج تستوعب الشباب في القطاعين الحكومي والأهلي الخاص؛ ودعم برامج تعنى بأحوال السعوديين مثل الضمان الاجتماعي والمعوقين ودعم ما يخص أحوال المقيمين ممن عليهم استحقاقات ومديونيات وصدر بحقهم أحكام شرعية بالتعجيل بتسديد ديونهم وانهاء محكومياتهم ثم دعم قطاع الكهرباء والخدمات التي تهم الناس والمجتمع بإيصال الخدمات إلى أحيائهم.
هذه القرارات التي صدرت وما سوف يصدر في قادم الايام تبرز بشكل جليّ خصوصية العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين وشعبه الطيب والمتمثل في اهدائهم راتب شهرين للمدنيين والعسكريين والمتقاعدين والطلاب والطالبات في إشارة إلى ان قائدهم يشعر بأحوالهم ويقدر تطلعاتهم، وهذا فأل حسن أن يستهل خادم الحرمين الشريفين عهده وقيادته بهذا الحب والتقدير والكرم والاريحية الإنسانية الراقية لشعبه ومواطني بلده المملكة العربية السعودية.
لكن هذا العطاء يبرز لنا مظهراً آخر وهو أن على المواطن واجباً في بناء الوطن ودعم تنميته واستدامة العمل من أجل جعله في مصاف الدول المتقدمة تنمية وحضارة؛ علينا جميعاً أن نعمل على أن نكون سعوديين بامتياز وأن يكون وطننا السعودية في مقدمة الدول؛ عطاءً وبذلاً وبناءً، فالوطن أمانة والأمانة قيم ومثل ومبادئ نحن السعوديين أولى بحملها في هذا العهد الجديد الذي يبادلنا العطاء والبذل والخير.