صالح بن محمد المالك
لقد كانت العديد من الدول العربية والغربية الحاقدة تنتظر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - معتقدين أن ذلك سيكون بداية الانهيار والمشاكل للمملكة العربية السعودية، لكن الأوامر الملكية الحكيمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعد ساعات من وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت قوية وسريعة قضت على كل الأحلام التي ينتظرها الحاقدون والحاسدون، حيث صدرت أوامر ملكية حكيمة وسديدة أرست قواعد الحكم الجديد.
هذه الأوامر الملكية السامية دللت وبقوة على حكمة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - عندما تم انتقال بعض مواقع السلطة من الجيل الثاني (أبناء الملك عبد العزيز) إلى الجيل الثالث (أحفاد الملك عبد العزيز)؛ مما زرع الأمن والثقة في نفوس المواطنين والمقيمين.
أولاً: تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وذلك نتيجة لجدية الأمير مقرن في أداء عمله وتنقله من مكان إلى آخر، مما أكسبه خبرة ودراية بأمور الحكم لكي يكون ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، فقد كان الأمير مقرن بن عبد العزيز ضابطاً طياراً في وزارة الدفاع تقلد فيها مناصب عدة حتى صدر الأمر الملكي السامي بتعيينه أميراً لمنطقة حائل أمضى فيها عشرين عاماً، وكان مثالاً للإخلاص والعمل الجاد، وقد شهدت المنطقة خلال فترة عمله مزيداً من التطور والتقدم العمراني والزراعي والثقافي، ثم أميراً لمنطقة المدينة المنورة، ثم رئيساً للاستخبارات العامة، فمستشاراً للملك عبد الله ومبعوثاً خاصاً. ثم ولياً لولي العهد، وفي 23 يناير 2015م تم مبايعته ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وذلك نظير النجاحات التي حققها في المناصب التي تولاها خلال مسيرته العملية.
ثانياً: تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً لولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأقل ما يقال عن هذا الأمر إنه القرار الحكيم من الملك الحكيم، والأمير محمد بن نايف غني عن التعريف فهو معروف على مستوى دول العالم جميعها نتيجة للنجاحات والإنجازات التي حققها بفترة قياسية قصيرة منذ أن استلم زمام العمل مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، فعمل على استتباب الأمن وقضى على الإرهاب، وقدّم الكثير من الدروس والعبر في الحملات الاستباقية على مستوى المملكة والعالم أجمع.
الأمير محمد بن نايف لا يتحدث مع الإعلام لكي يظهر إنجازاته ونجاحاته، لكن الإعلام العربي والدولي يتحدث عن نجاحاته وإنجازاته الأمنية، وعن مواقفه القوية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومتابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالشأن الأمني والداخلي، فتح أبوابه لأبناء شهداء الواجب ووالديهم زارهم في منازلهم لتقديم التعازي والمواساة، وقف معهم ودعمهم مالياً ومعنوياً وعلمياً، وأسس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الذي أصبح أنموذجاً على مستوى العالم، وغيرها من الإنجازات الكبيرة في تطوير العمل تقنياً بوزارة الداخلية. تلك هي الإنجازات التي حققها بالإضافة إلى تواضعه الجم وحبه للخير. ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للداخلية واستمر في إنجازاته وجهوده الجبارة ومواقفه الإِنسانية التي جعلت الجميع من الأسرة المالكة والمواطنين والمقيمين سعداء باختياره ولياً لولي العهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية.
ثالثاً: تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين. عمل الأمير محمد بن سلمان مستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ثم مستشاراً خاصاً لسمو أمير منطقة الرياض، ثم مستشاراً خاصاً ومشرفاً على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد، ثم مشرفاً على مكتب وزير الدفاع بالإضافة إلى عمله، ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله، وكان قريباً دائماً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقريباً من فعل الخير، تأسيا بوالده الملك سلمان واستفاد كثيراً من حنكة وحكمة الملك سلمان.
هذه الأوامر الملكية بهذا الأسلوب السلس والمقنع لجميع الأسرة المالكة وللشعب السعودي كانت مكان استغراب وإعجاب من جميع الأطياف السياسية والإعلامية العربية والعالمية.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على هذه الأوامر الملكية التي منحت المواطن السعودي والمقيم وجميع دول العالم المحبة الثقة بالحكومة السعودية وقراراتها الرشيدة التي أسهمت في زرع الأمن في نفوس جميع المواطنين والمقيمين، وأثبتت لهم أن المملكة مهما تكالبت من حولها الظروف والأزمات فهي لا تزال - ولله الحمد - في أيدٍ أمينة، تحت رعاية حكومة ثابتة على أسس دينية وسياسية واجتماعية أسسها الوالد الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وأبناؤه البررة من بعده.
شكراً مرة أخرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فقد بعثت الراحة والطمأنينة لنا ولأبنائنا لسنوات قادمة بعد توفيق الله.
ونحن كسعوديين جميعاً ندين للوالد القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ولأبنائه البررة من بعده بالأمن والاستقرار في بلادنا الغالية، ولن أنسى وغيري الجهود الجبارة التي قام بها حبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته - فلقد كان الأب الحنون المحب لشعبه المخلص في عمله، الذي أحب شعبه فأحبه شعبه.