فضل بن سعد البوعينين
كان وعدا ملكيا؛ فأصبح واقعا معاشا. لم تكن التنمية قد بدأت بعد؛ حين زار الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ رحمه الله؛ جازان، فتألم لتأخر التنمية فيها؛ وحرص على وضع خطة تنموية شاملة ليست لجازان فحسب بل لجميع مناطق المملكة التي قصرت عنها خطط التنمية لأسباب قسرية. خاطب؛ رحمه الله؛ أهالي جازان بقوله: «لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها، ودولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع باختزال المرحلة ومسابقة الزمن وإعطاء جازان عناية خاصة».
من يَزُر جازان اليوم يجد ثمرة ذلك الوعد الملكي؛ ، ومشروعاته المباركة، والتحول الكبير في المنطقة. إعادة تأهيل المنطقة؛ دعم تنميتها؛ وإنشاء مدينة جازان الإقتصادية؛ و جامعة جازان من ثمرات الوعد الملكي الذي أنشأ قاعدة البناء التنموي في المنطقة. كتبت حين صدور الأمر الملكي بإنشاء مدينة جازان الاقتصادية العام 2006 ما نصه: «ستثبت الأيام القادمة، بإذن الله تعالى، نجاعة قرار بناء المدن الاقتصادية الحديثة، وسترد على كل من شكك في جدواها الاقتصادية والتنموية، خصوصا عندما تبدأ في خلق المرحلة الثانية من التنمية الذاتية في المستقبل القريب، كما حدث بالفعل في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، اللتين كانتا، في نظر البعض، حلما مستحيلا مالبث أن تحول، بتوفيق الله وبركته، ثم بعزيمة المخلصين إلى واقع مشهود». تحول حلم المدينة الاقتصادية إلى واقع معاش؛ وأصبحت محورا لتنمية الإنسان والمكان؛ وباتت قبلة للمستثمرين والباحثين عن الفرص النوعية في المنطقة. يؤكد الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز؛ أمير منطقة جازان؛ على أن «المدينة الاقتصادية تعد معلماً اقتصادياً مهماً تضاف إلى اقتصاد المملكة كونها ارتكزت على الصناعات الثقيلة ذات الاستخدام الكثيف للطاقة التي تعد الميزة النسبية الأولى للمملكة مستفيدة من موقعها الاستراتيجي قرب أهم خطوط الملاحة الدولية على البحر الأحمر وقرب المحيط الهندي»
مدينة جازان الاقتصادية من أهم المدن الاقتصادية في المملكة؛ والتي يُرجى منها تحقيق أسس التنمية الشاملة والمستدامة؛ أسوة بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. نجاح المدينة الاقتصادية وقبل اكتمالها في جذب استثمارات صناعية عالمية ومحلية في قطاعات البترول؛ الحديد والصلب؛ البنى التحتية والخدمات المساندة؛ و بقيمة استثمارية تفوق 50 مليار ريال. موقع المدينة الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر؛ وبرامج الدعم والتحفيز الحكومي؛ واكتمال البنى التحتية سيعطيها ميزة تنافسية جاذبة للاستثمار.
بدأت «جازان» في تسويق نفسها من خلال منتداها الاقتصادي الأول الهادف لجذب الاستثمارات وتبني المشروعات المحلية والأجنبية المشتركة؛ التي ستشكل الجزء الأهم من الاستثمارات المتوقعة في المدينة الاقتصادية. إنجاز أرامكو السعودية للمصفاة وغالبية البنى التحتية بات من المحفزات الرئيسة. أثبتت أرامكو السعودية قدرة فائقة في تنفيذ المدينة الاقتصادية؛ والبدء في التسويق لها من خلال المنتدى الاقتصادي لضمان تحقيق هدف التزامن بين جاهزية المدينة؛ وبدء الاستثمارات الضخمة التي ستسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة؛ وأثبتت أيضا قدرة فائقة في التخطيط الإستراتيجي لمستقبل المنطقة بإطلاقها المبادرة الوطنية لتنمية الموارد البشرية وتطوير الشباب السعودي من أبناء منطقة جازان وتجهيزهم للعمل في مرافق المدينة الاقتصادية.
تدريب وتوظيف سبعة آلاف شاب سعودي من منطقة جازان يكرس مفهوم دعم البيئة الحاضنة؛ وتفضيلها في الفرص الوظيفية. خلق الوظائف كان أحد أهم أهداف إنشاء المدينة الاقتصادية؛ إضافة إلى توفير الفرص الاستثمارية الواعدة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة؛ وأحسب أن أرامكو السعودية نجحت في تحقيق ذلك الهدف بكفاءة.
منطقة جازان من المناطق الواعدة التي تحظى بمحفزات حكومية استثنائية للمستثمرين فيها؛ ومنها توفير ما نسبته 75 في المائة من التمويل الكلي للمشروع؛ وبفترة سداد عشرين عاما؛ إضافة إلى الخصم الضريبي والجمركي؛ ودعم القوى العاملة السعودية بنسبة 50 في المائة من الأجور. ميناء جازان أحد أهم الموانئ في المملكة؛ والمنفذ الأقرب لدول القرن الأفريقي؛ ما يجعله من أدوات الجذب الاستثماري. الموارد البشرية المتعلمة؛ الجادة؛ والكفؤة من محفزات الاستثمار في جازان؛ إضافة إلى توفر الطاقة؛ الموارد المعدنية ومصفاة أرامكو التي ستوفر القيم المناسب للصناعات التحويلية.
الشراكة المثمرة بين أمارة منطقة جازان؛ وزارة البترول والثروة المعدنية؛ الهيئة العامة للاستثمار؛ وأرامكو السعودية قادرة على استكمال مسيرة التنمية؛ وجذب مزيد من الاستثمارات النوعية وخلق وظائف متنوعة؛ وزيادة النمو الاقتصادي؛ ورفع مستوى الدخل وكفاءة المعيشة لسكان المنطقة.
«استثمروا في جازان» رسالة أوجهها لرجال المال والأعمال الباحثين عن الفرص الاستثمارية النوعية المدعومة ببرامج التحفيز الاستثنائية.