سعد الدوسري
يعتبر كثير من المراقبين للشأن البرلماني، خارج وداخل المملكة، أن الانتخاب هو الأساس في تجربة مجلس الشورى، وأن ما قبله من تجارب، سواءً إعادة العمل به ثم مشاركة المرأة فيه، ما هي إلا خطوات للوصول للشكل الحقيقي للمجلس، وهو الاستحقاق الانتخابي، الذي سبق العمل به في مجالس المناطق.
ويظن البعض أن ما سيعطل وصول المجلس لهذه المرحلة الطبيعية، هو ثقافة الانتخاب نفسها، ويستشهدون بتجربة مجالس المناطق، التي لم تنجح في التعبير عن المواطن وهمومه ومتطلباته، بل ظلت تراوح في مكانها الوظيفي المرتبط بمسؤولين حكوميين لا تؤثر فيهم أصوات المواطنين أو ممثليهم؛ وهذا الظن، وإنْ كان شعاراً لفترات طويلة، إلا أننا يجب أن نضع له حدّاً، وأن نبدأ في التفكير في آلية انتخابية تتلاءم مع الظرف الثقافي الاجتماعي، وتتيح تطوير الوعي باتجاه اختيار الممثلين النيابيين الأكفاء.
إن السبب الرئيس في عدم رضا المواطن عن تجربة مجلس الشورى، يعود إلى غياب التمثيل الحقيقي له تحت القبة، ليس لأن العضو غير منتخب أو غير منتخبة، ولكن لأن الجهد المبذول في مناقشة وإقرار وعدم إقرار الموضوعات المطروحة للنقاش، ليس جهداً ملائماً، ولا ينطوي تحت مهنية ووعي ودراسة وتأهيل. وتكاد تكون المشاركات في هذا المجلس، مجرد تسجيل حضور ليس إلاَّ، باستثناء بعض الإشراقات القليلة التي حُسبت للمجلس أو لأعضاء من المجلس. ولو أن هذه الإشراقات التي عبّرتْ عن هموم الناس، تتوسع أكثر وأكثر، لربما قلَّ توتر الذين ينتظرون مرحلة الانتخاب.