سعد الدوسري
أكثر ما يميّز أهم مؤسستين إعلاميتين مملوكتين لسعوديين، وهما مجموعة إم بي سي وقنوات روتانا، أنهما تعتمدان على الكفاءات الشابة. ولعل وزير الإعلام الجديد الزميل الدكتور عادل الطريفي، المدير العام لقناة العربية سابقاً، دليل على هذا التميّز. وإذا أردنا الحديث عن أكثر برنامجين يطرحان الهموم والقضايا المحلية في المملكة، فإننا سنتحدث حتماً عن فريق عمل برنامج «يا هلا»، الذي يقدمه علي العلياني، وفريق عمل برنامج «الثامنة»، الذي يقدمه داود الشريان. وهذا رأي محايد، لا علاقة به إلاّ بما يُقدّم على الشاشة، كما أنّ الكفاءات الشابة التي أتحدث عنها، ليست في شخص أحد بعينه، بل في الفريق ككل، والذي يصنع المادة ويحررها وينتجها ويصورها ويخرجها.
لقد قلتُ سابقاً وبالحرف الواحد، بأنه سيكون على وزير الثقافة والإعلام، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي سيبذلها للقضاء على استغلال ورقة «الخصوصية»، كتبرير للتقصير في قنواتنا المحلية، أن يفتح الأبواب كلها للأسماء الشابة. فلا يخفى على الجميع أنه كان ثمة احتكارٌ إنتاجي لجهات ولأسماء بعينها، مع محاولة تطعيمها ببعض الوجوه الجديدة. ومرة أخرى، فإنّ هذا الأمر (أي التطعيم) لم يمر على أحد، وبات الأمر في النهاية خلطة غير مقنعة، مثل عصير الرمان بالطحينة!
اليوم، وبوجود قيادة وزارية شابة، فلا مناص من التغيير الشامل الذي نطالب به دوماً. التغيير الذي يتناسب مع معطيات العصر، والذي لن ينفع للتعبير عنه سوى العقول الشابة المنفتحة للتقنية وللإبداع المطلق.