سبحان الحي القيوم، سبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم، القائل في كتابه العظيم، المنزل على النبي الكريم، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}. مصير كل حي الموت ولن يخلد أبداً يموت الكبير ويموت الصغير، ويموت الصحيح على فراشه ويموت المريض، ويموت الأمير ويموت الفقير {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} .. لن نقول وداعاً بل إلى لقاء، في جنة عرضها الأرض والسماء، في ظل رحمة الرحيم، في جنات خلد ونعيم، برحمة الله ولطفه.
رحم الله فقيديْ أُسرة الراجحي فهد بن محمد الراجحي وفيصل بن محمد الراجحي وأصدقاءهم الذين توفوا معهم في الحادث، قدّر الله وما شاء فعل، رجال وإخوة رأيتهم صابرين ثابتين على الحق راضين بقضاء الله وقدره، وهذا والله من رحمة الله وتوفيقه إخوة الفقيدين أبناء الشيخ محمد الراجحي - رحمه الله -، صحيح إنّ الفراق يحزن القلب ويدمع العين، لكن الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدرة يلهمه الله الثبات والاحتساب وكسب الأجر - عسى الله يصبرهم - ويسلم أمره لله، وهذا رأيناه في وجوه الأُسرة الكريمة، اللهم ارحم الفقيدين وزملاءهم وأسكنهم فسيح الجنان وثبّت قلوب أسرتهم بالصبر والإيمان والاحتساب، وانزل عليهم رحمتك ولطفك يا رب العالمين، هذا قضاء الله وقدره والإنسان مهما عاش فمصيره الموت .. عزاؤنا الصادق لأسرة الراجحي الكرام ورحم الله موتاهم، وفي هذا المقام نرفع الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على وقوفه الدائم والمشرف في أداء الواجب، وتسخير كل ما يمكن أن يقدم تجاه أسرة الراجحي، وما يقوم به سموه من مشاركة كافة الأسر بواجب العزاء والمواساة، وهذه المواقف لا تستغرب من هذا الأمير الشهم .. رحم الله فهد وفيصل وجميع موتى المسلمين.