حين يتضخَّم عدد أوراق الصحف، وتتكاثر صفحاتها، وتقدم للقارئ في عدّة أجزاء..
فإنها إذن مناسبة شاملة يشارك فيها أفراد المجتمع،
إما متفاعلين، أو معنيين بمضامينها..
وتلك إذن إعلانات مدفوعة الثمن، ..!!
ولقد غدت عادة، وظاهرة اجتماعية ..
وهي تتسق مع دور الوسيلة الإعلامية في تجسير العلاقات المجتمعية في المناسبات المشتركة تحديداً..
فإن كانت المناسبة عن حزن يعمّ، فإن أوراقها تتوشّح بالسواد..،
وإن كانت عن فرح يشامل، أو يخص فتزخرفها الألوان، والعنوان..
ومنها ما يخص ما تنجزه المؤسسات، أو تتفوّق به المناطق فتتدافع الوسائل الإعلامية لتفرد له «ملاحق» خاصة،.. تزيد بها من عدد صفحاتها،..
وإن كانت ليست في حجم تضخُّمها حين الفرح، والحزن ..
هذه الظاهرة قد تعبر بالقارئ دون أن يتفكر فيها..،
غير إنها مؤشر لمناطق مهمة في تركيبة الحس الجمعي لإنسان هذا المجتمع،..
وهي إن كانت ميدان تنافس في التعبير عن المواقف الإيجابية في علاقات الأفراد، والمؤسسات، والجماعات بمن تعنيهم مضامين الإعلانات في هذه الوسيلة، بأحجامها، ومساحاتها، وبأثمانها المختلفة، إلا أنها أيضاً تقتصر على المقتدرين مادياً للتعبير عن حسهم بالمناسبة التي يعلنون فيها عنها ..
إنّ ظاهرة الإعلانات في النهاية، إن كانت تعبيراً عن حزن، أو مشاركة في فرح،
فإنها تتجاوز أصحابها لتصبح نبضاً يأتي من صوب القلب الجمعي، .. تماماً كما هو الحال في المناسبة القائمة إذ ما كان منها عزاء فهو حزن الجميع، وما هو منها فرح، فإنه فرح الجميع...
تبقى هذه الظاهرة قابلة للدراسة الجادة..
لتشريح التركيبة الثقافية، والقيمية للمجتمع في ضوء وسيلة التعبير «الإعلان»،..
وبما فيه كمحور يخص الوسيلة الإعلامية، وعلاقتها به..، ودوره هو في مكوِّناتها، وما يخلقه فيها من تنافس مع نظيراتها، وما يشكله لها من ضخ في مواردها، وما يؤثر في مضامينها الأخرى بما فيه كتابها، وإخراجها، بمختلف مناسباته، وأحجامه، ومضامينه..،
بعد أن أصبح محكاً محورياً لتقنين مستوى الوسيلة الإعلامية في مقابل المحكات الأخرى التي قد تتقدم في الأهمية..؟!!