نحمد الله، أن رزقنا حكومة واعية، مدركة لحاجات المواطن والوطن، نعيها بين الفينة والأخرى، من خلال الأوامر الملكية، أو التعيينات الوزارية، أو الإجراءات والتنظيمات، التي تتناغم مع مراحل الحياة المتنوعة،حكومتنا لم نرها جامدة، تعتمد على ردّات الفعل، لا، أبداً، نراها، تُجدّد وتتجدّد، نراها، لم تزل، فتية في عنفوان عطاءاتها، تسابق الزمن في التطوير والتجديد والتنويع، نهضة شاملة تنموية نشاهدها في كل أرجاء الوطن، لم تتصادم ولم تتقاطع مع منهج الدولة التي قامت عليه منذ تأسيسها على يد المؤسس غفرالله له، منهج قوامه الشرع المطهر، التجديد هو ديدن حكومتنا الراشدة، بالأمس القريب، شنّف المليك المفدى أدامه الله، آذاننا، وكحل أعيننا، بأوامره السامية الكريمة في تعيين عدد من الوزراء في وزارات، منها، ما يعنى بالفكر، وأخرى، خدمية في الصميم، والمتابع لنبض الشارع، بما حمله من ردود أفعال، حيال هذه التعيينات الوزارية، يخرج بمحصلة واحده، قوامها، الارتياح والتفاؤل، بهذه الكوكبة المختارة من ولي الأمر حفظه الله، ومن حسن حظي، أن جميع حقائب هؤلاء الوزراء، قد كتبتُ عنها، في كذا موقف، على سبيل النقد، لا من أجل النقد، بقدر ماهو، مسعى لتعديل المسار الخدمي غير السار، ولعلي وأنا في نشوة الفرح، إزاء هذه التعيينات، التي لا أخالها، إلا وتحمل في جعبتها الخير للوطن وللمجتمع، من خلال حقائبها الوزارية، وثمة رسائل أبعثها مفعمة بالتفاؤل، لهؤلاء الوزراء، على تباين حقائبهم.
(الرسالة الأولى) أبعثها لمعالي وزير الثقافة والإعلام، ذلك القامة الغنية عن التعريف، بجديته وعطائه المميز، في إمارة عسير، وإمارة مكة المكرمة، وقبلها وزارة الشئون البلدية خرّيج مدرسة الفيصل، مدرسة الجد، والانضباط، والإنتاج، قامة فكرية لها حضورها الفاعل في المشهد الثقافي، من خلال كتاباته السلسة والواضحة البيان، في مختلف الشئون، ومن خلال تغريداته السابقة في تويتر، التي توحي بسلامة فكره.
أهمس في أذن معاليه، وهو الحصيف، أن الوطن يحتاج من معاليه، عودة مشاهدي التلفزيون السعودي، الذين فرّوا منه، فرارهم من الأسد، كما أن الغيورين عليه، وخاصة من منسوبيه، يتوقون للعودة إلى الزمن الجميل، زمن الإعداد والإنتاج البرامجي (الذاتي) سواء في الإذاعة أو التلفزيون، والانكفاء عن الإنتاج الخاص، المرهق للميزانية، والمشلّ، والطارد للإبداع المحلي، حتى تكون بيئة، جاذبة لا طاردة.
(الرسالة الثانية) لمعالي وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ذلك الرجل الذي أثبت وجوده في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلك الجامعة التي كثيراً ما وُجّهت لها سهام التهم، ووقف لها بالمرصاد،حتى قامت وباتت صرحاً شامخاً يؤتي ثمره كل حين، وزارة الشئون الإسلامية، لم تسلم من مقالاتي الناقدة، والتي تصب، حول تجاهل بيوت الله ونظافتها، وتجاهلها لبعض الخطباء والدعاة، الذين يحملون أجندات لا تخدم الوطن والمجتمع، وتفرغت في بهرجة مسؤوليها وإحراقهم إعلامياً، دون أن يستفيد منهم الوطن، فالمطلوب من معالي الوزير الجديد وهو أهل لذلك وكلنا ثقة فيه، أن يلتفت التفاتة الجاد للجوامع والمساجد، يلتفت بالذات لنظافتها ودورات المياه التابعة لها، سواء كانت داخل المدن أو على الطرقات، فهذه بيوت الله، إذا لم تتم العناية بها، فما الذي يُعتني به؟ وخطباء المساجد والوعاظ والدعاة، لابد أن تعاد صياغة تعاون الوزارة معهم والتعامل معهم، وتقنين نشاطهم الدعوي، بما يخدم الدين والوطن،
بعيداً عن ما قد يسيء إليهم.
(الرسالة الثالثة) لمعالي وزير النقل، يعلم معاليه أن مملكتنا ولله الحمد أشبه بالقارة، مما يعني إعطاء الطرقات بين المناطق والمدن، مساحة كافية من أولوية الاهتمام بالمواصفات العالمية، فاغلب الحوادث فيها، جراء سوء تصاميمها، وسوء صيانتها، ومعاليه ليس بغريب على هذه الوزارة.
(الرسالة الرابعة) لمعالي وزير الشئون الاجتماعية، لقد كتبتُ عن هذه الوزارة، الكثير، متناولاً، سوء خدماتها للمواطنين، خاصة، أصحاب الاحتياجات الخاصة، وعدم تأمينها مراكز رعاية شاملة، ذات جودة عالية، وخدمات وافرة وراقية، تكون على الأقل، سلوان، لمن ابتلاه الله من الأسر، بأبناء متخلفين عقلياً، أوغير أسوياء، يُحرجون أسرهم، بما يصدر منهم من إيذاءات للغير، مراكز راقية، تحول دون تحميل أسر هؤلاء الأبناء، أعباء مالية، وجهدية، نتيجة ذهابهم بهم إلى المراكز المتقدمة في الدول العربية المجاورة، والتي هي أقل منا مستوى مادي، وهذا وللأسف هو الواقع المرّ، ومالم تتحرك الشئون الاجتماعية في هذا الاتجاه، فثمة مشكلة.
(الرسالة الخامسة) لمعالي وزير التعليم العالي، تلك الوزارة المتّهمة برعاية الوهميين من أصحاب الشهادات المزورة، وذلك بصمتها عنهم وتتبعهم، وهم يدرّسون في كليات خاصة، هي تتولى الإشراف عليها، هذه الوزارة مطلوب منها استقطاب أصحاب الشهادات العالية من المواطنين، لا التحجير عليهم وتنفيرهم بشروط طاردة، وزارة لابد أن تنظر في عملية قبول الطلاب والطالبات في الجامعات المنتشرة، لا أن يتم زنقهم، زنقة زنقة، ورميهم في طوابير البطالة، وهم لم يحصنوا عقولهم بعد، وقد كتبتُ مقالات عدة، تناولت تقصير هذه الوزارة في هذه الجوانب.
(الرسالة السادسة) لمعالي وزير الصحة، ذلك القطاع المهم، للصغير والكبير، قطاع، لم يزل يئنّ من التقصير في حق المواطن، لم يستطع وزير من الوزراء السابقين أن يقضي على معضلة الاستجداءات للحصول على علاج خارج المملكة، ونحن بالإمكان أن نكون أفضل مما كان وهو كائن، لدينا صروح طبية سرقت العقول بمبانيها ومعداتها الطبية، وأبهرتها بعجزها عن تلبية حاجة المواطن، حتى جعلته يتسوّل الأمير الفلاني، والوزير الفلاني، في أمر هو في الأساس من حقوقه المشروعة، لكن قلّة التدبير من المسؤول، وقفت في وجه المواطن المسكين، طالبت في مقال سابق، ولازلت أطالب فيه وبقوة، بعودة الدوام المسائي لمراكز الرعاية الأولية في الأحياء، وعدم الالتفات لرغبات منسوبيها، حيث كان لها في السابق (شنّة ورنّة) وذكرت الأسباب الموجبة لعودتها، متفائل جداً بهذا الوزير القدير، أن يعلنها مدوية، مفرحة للمواطنين.
(الرسالة السابعة) لمعالي وزير الزراعة، الذي لا يخفاه دور الزراعة في نمو وازدهار اقتصاد البلد، ولا يتأتى ذلك إلا بدعم المواطن المزارع، دعما لوجستياً، لا منّة فيه، حتى يتمكن من التمسك بمزرعته، والعودة لها بعد هجرها، وأهمية مراعاة ثقافة المزارعين، وعدم جرح مشاعرهم، بأي اسلوب كان، والاهتمام بالسدود، إيماناً بأهمية دورها في تخزين المياه، وعدم تبخرها، وعلى الوزير الوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة من البعض على المزارع القديمة، لتخطيطها، طمعاً في مردودها المالي.
(الرسالة الثامنة) لمعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، ليلتفت لشركات الاتصالات، التي باتت، كالمنشار في رقبة العميل، من خلال تعرفات ورسوم الخدمة تارة، وسوء خدمة الجوال والنت تارة أخرى، والشكاوى المستمرة، لم تهدأ، وقد كتبت في هذا الإطار، كما كتب غيري، فلابد لمعاليه أن يكبح جماح هذه الشركات المتلاعبة، التي أضحت تسرق دخل المواطن، دون جودة في الخدمة، كما يلزمه الاهتمام بتوسيع دائرة تغطية شبكة النت السيئة في أغلب مناطق المملكة، لاسيما وأن إجراءات المواطن الرسمية، باتت محصورة، ومرتبطة في البوابات الإلكترونية، لوزارة الداخلية، وللجامعات، وغيرها، تماشياً مع توجه الحكومة الإلكتروني.
هذه باختصار رؤاي، التي أطرحها على طاولة هذه الكوكبة الوزارية، متناغمة مع نبض الشارع، المتفائل بمقدمهم، وهي رسائل، قد غرّدت بها باقتضاب، في الزعيم تويتر في حينه، بعد تهنئتي لمعاليهم، بالثقة الملكية، مع يقيني بأنها حاضرة في أذهانهم، بقي القول، يلزمنا الدعاء لهم بالتوفيق والإعانة والتسديد.. ودمتم بخير.