في رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.
وليلٍ كموجِ البحرِ شدّ فلولَهُ
وأطلقَ جيشَ الدمعِ في الأجفانِ
توسّد أشجاني وأرخى سُدُولَهُ
وسالَ على الأنواءِ والشُطآنِ
يُكمّمُ أنفاسي؛ فتشْهَقُ عبرتي
ويسكبُ أحزانًا على أحزاني
جنودٌ من الحُمّى وجندٌ من الكَرى
وسهدٌ يلفُّ النومَ بالأكفانِ
ودمعٌ سرى باكٍ على حرِّ ما جرى
صريعًا؛ فما يقوى على الجريانِ
بكى الليلُ عبدَاللهِ والتحفَ الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
على مثلِ عبداللهِ تبكي عيونُنا
ومَنْ مثلُ عبدِاللهِ في الأكوانِ
على القائدِ الحاني ستبكي قلوبُنا
زمانًا، ونذكُرهُ مدى الأزمانِ
بكى القلبُ عبدَاللهِ والتحفَ الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
مكانٌ له في القلبِ، في قلبِ شعبِهِ
مكانٌ لهُ، يبكيهِ كلُّ مكانِ
نُحبُّكَ عبدَاللهِ، لا الحبُ يُشترى
وليس يُكالُ الحبُ بالميزانِ
بكى الحبُ عبدَاللهِ والتحفَ الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
أترحلُ عنّا يا أبانا مُودّعًا!
أترحلُ والأحزانُ كالطوفانِ!
تمهّل ولا تعجلْ فإنّ قلوبنا
إذا غبتَ لا تقوى على الخفقانِ
بكى الحزنُ عبدَاللهِ والتحفَ الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
أيا ربَ عبدِاللهِ رُحماكَ إنّنا
دعوناكَ باسم الواحدِ الرحمنِ
بأن تغسلَ القلبَ الذي كم أحبّنا
بروحٍ وريحانٍ وماءِ جِنانِ
ألا واجزِهِ يا ربُّ خيرَ مَثُوبةٍ
فإنّكَ ربُّ الجودِ والإحسانِ
بكى الجودُ عبدَاللهِ والتحف الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
أيا موطني: امسح دموعَك إنّنا
على دربِ عبدِاللهِ كالبُنيانِ
فشُدّ عُرى البنيانِ وابسط يدَ الهوى
وغرّد كما طيرٍ على أغصانِ
نموتُ وتحيى في ذُرى المجدِ شامخًا؛
فما الموتُ إلاّ ميتةَ الأوطانِ
بكى المجدُ عبدَاللهِ والتحفَ الأسى؛
ترفّق: فما أبكاكَ قد أبكاني
- لندن 25 يناير 2015