ما أصعب فقد الأمم للرجال العظام من ذوي القامات العالية، مثلما فقد الأمتين العربية والإسلامية بل والعالم كله لذلك الزعيم الرائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الزعيم والقائد الذي لا يجود الزمان بمثله. منذ كان رمزاً مخلصاً لقضايا أمته كان نصير العدل والصلح بين أشقائه. كان حكيم الأمة ومالك صواب الرأي فيها. مهندس الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في وطنه. ومن قدم أجلّ الخدمات للمشاعر المقدسة ووفر فيها ما يتيح للحاج والمعتمر والزائر أجلّ الخدمات. رحل ذلك القائد الفذ بعد أن استطاع تحقيق أعلى معدلات النمو والنهوض ببلده، مما جعلها تلحق بأكثر الدول تقدماً في العالم ... العالم ينتفض لرحيل ملك السعودية، هكذا قالت إحدى الصحف الأجنبية، وفي ذات السياق قال زعماء كثيرون إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تغمّده الله برحمته، لم يكن مجرد زعيم دولة، وإنما كان أميناً ومؤتمناً على دولته ومصالحها ومصالح شعبها، وفي عهده نالت المملكة العربية السعودية نهضة عملاقة بما فيها من شمول وتكامل بما يتجاوز كل التوقعات، وللرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قوله كان للملك عبد الله إسهامات في تعزيز التضامن العربي مثلما له من حضور لافت على مستوى العالم كله.. وقال آخر الملك عبد الله رجل سوف يخلد التاريخ مواقفه الخالدة، كان مرجع الأمة العربية وحكيمها قدم خدمات جليلة لرفاهية شعبه وكانت له إسهامات كثيرة لدعم التضامن الإسلامي. قليل من كثير مما تبدى من تقدير العالم لذلك الرجل العظيم - طيّب الله ثراه -. ولا يخفى ما لذلك من إجلال وتعظيم لدور المملكة العربية السعودية وما لها من سياسة حكيمة والتي طالما حظيت بتقدير العالم كله منذ نشأة هذه الدولة على يد المؤسس البطل التاريخي الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - مروراً بمن جاءوا من بعده من أبنائه البررة. إنها سياسة النهج والمنهج لدين الإسلام الحق الصحيح والصادق وغير المدنس بمآلات السياسة ومقاصد السياسيين، كما هو شأن البعض من تلك التنظيمات التي طالما أساءت للإسلام وحرفت مضامين منهجه القويم، فلنفخر بذلك ونعتز به كشعب ونذود عنه، إنه شأن مسيرتنا الظافرة والمبدئية والتي لا نحيد عنها، وإن كان قد رحل عظيم فإن عظيماً آخر قد تبوأ مكانه، رجل يحفل تاريخه بالمنجزات ومشهود له بالقدرة والكفاءة والذي سوف تسير هذه الأمة صفوفاً متراصة خفه، ومثل ما هي عليه من حب كان له منذ مدرجه. رجل أحب الشعب وأحبه الشعب عاش وسطه وعايش ظروف أبنائه، مثلما كان من وقوفه على كل شأن فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأعانه وسدد خطاه.